&لبنان: جعجع يعلن مقاطعة الحوار إلى حين تراجع «حزب الله» عن مقاطعة انتخاب الرئيس و«التيار الوطني الحر» يوظف تظاهرته لإعادة رسم الأولويات


سعد الياس

&

قبل أيام على انطلاق طاولة الحوار الجدية يوم الاربعاء في 9 أيلول/سبتمبر انتصرت فكرة مقاطعة الحوار لدى حزب «القوات اللبنانية» على فكرة المشاركة وفق ما كانت ألمحت إليه «القدس العربي» عن حذر لدى «القوات» من عملية المشاركة وعن جملة أسئلة تطرحها حول ماذا تغير لتشارك في حوار سبق أن قاطعته برعاية رئيس الجمهورية السابق العماد ميشال سليمان بسبب عدم التزام حزب الله وأطراف آخرين بمقرراته.


وبعدما ميز بين صداقة «القوات» لرئيس مجلس النواب نبيه بري وموضوع الحوار، أكد رئيس حزب «القوات اللبنانية» الدكتور سمير جعجع «أن القوات لن تشارك في الحوار المزمع عقده بعد باعتبار أنه «سيكون مثل الذي سبقوه، وبالتالي مضيعة للوقت»، وقال «يا إخوان البلد يغرق بالنـفايات، ومنذ شـهرين إلى الآن لا أحد يحاول إيجاد الحل، لنذهب نحن كي نتناقش بجنس الملائكة من جديد؟ مرتا مرتا تهتمين بحوارات كـثيرة والمطلوب واحد في الوقت الحاضر: النزول إلى المجـلس النيابي وانتخاب رئيس للجمهورية. فالذهـاب إلى الـحوار الآن يحـرف الأنظـار والاهتمـام عن الخـطوة الأساسية المفصليـة الوحـيدة التي ممكن أن تشكل لنا باب فرج وخلاص بالوقت الـحاضر والتـي هي انتـخاب رئيـس».
ووضع جعجع في احتفال حاشد للقوات في معراب «شرطين لقبول المشاركة في الحوار هما: أولا إذا انحصر جدول أعمال طاولة الحوار بانتخابات رئاسة الجمهورية، وثانيا: إذا أعلن «حزب الله» منذ الآن وقبل بداية الحوار انه تراجع عن موقفه بالمقاطعة وأن نوابه سيتوجهون إلى جلسة انتخاب الرئيس التي عينها الرئيس نبيه بري في الثلاثين من أيلول/سبتمبر الجاري، عندها يتبين لنا ان هناك احتمالا في مكان ما ان نصل إلى نتيجة وفي هذه الحالة نحن مستعدون لإعادة النظر بموقفنا… ماذا وإلا مبروك لأهل الحوار بالحوار».
وأعلن جعجع «ثورة جمهورية كاملة على كل شيء إسمه فساد بمعزل عن فريقي 8 و 14 آذار، بحيث لن تنقضي الأمور معنا بعدم المشاركة بأي حكومة سوف تتشكل كالعادة، على أسس غير واضحة وبتقاسم مغانم، بل سوف نكون رأس حربة بمعارضة هكذا حكومات لأنه حكما ستوصلنا إلى هكذا نتائج».
وانتقد «الوضع الحالي الذي لم يعد يطاق» قائلا «الحكومة الحالية يجب أن ترحل، لكن شرط مجيء حكومة مكانها، لا عاجزة ولا فاشلة ولا فاسدة. وحتى يكون لدينا إمكانية تغيير هذه الحكومة بواحدة أفضل منها، نحتاج إلى رئيس جمهورية. فأقصر وأوضح وأسهل طريق للخروج من الوضع الحالي، من دون تعقيدات ولا مطبات ولا تعديلات دستورية مستحيلة، هو أن ينتخب المجلس النيابي رئيسا جديدا، ولكن شرط أن لا نتراجع أبدا كشعب لبناني عن معركة الفساد التي نخوضها الآن. يعني يجب ان لا نضغط فقط حتى ينتخب المجلس رئيسا جديدا، ولكن ليكون أيضا هذا الرئيس مختلفا وقادرا على البدء بعملية الإصلاح المطلوبة».
وسيتزامن الحوار في مجلس النواب مع دعوة الحراك المدني إلى اعتصامات وتظاهرات، وتأتي المحطة الجديدة للحراك المدني بعد أيام قليلة على تحرك «التيار الوطني الحر» في ساحة الشهداء، حيث أفادت مصادر في «التيار الوطني الحر» ان العماد ميشال عون نجح في تحقيق الهدف السلمي من التظاهرة وأظهر للجميع انه يتحرك بطريقة ديمقراطية ومن دون فوضى أو مواجهة مـع الـقوى الأمـنية.
ونفت المـصادر أي عـلاقة بيـن التظاهرة وطاولة الحوار، بدليل ان الدعوة للتظاهرة أتت سـابقة للدعوة للـحوار كـما يعلم الجميع، ولكن لا تنكر المصـادر ان «التيار» وجه من خلال حراكه رسائل بالجملة للمتحاورين كافة، أولاها فرض «أولويات هذا الحوار، عبر الإشارة إلى ان بحث قانون الانتخاب يجب ان يكون الأولوية المطلقة التي لا تعلو عليها أولوية، لأنه يشكل المدخل الذي لا بد منه للتغـيير المنشود».
وأكدت المصادر ان «التيار» من خلال التظاهرة أعاد رسم الأولويات ووضع خارطة طريق للمرحلة المقبلة، ولفتت المصادر إلى ضرورة التوافق خلال جلسات الحوار التي يفترض انها ستستمر لعشرة ايام متواصلة، لا ان يفصل بين الجلسة والأخرى شهر على غرار ما يجري بالنسبة لجلسات انتخاب الرئيس.

&