مشاري الذايدي

يتندر بعض المتابعين بأنه ربما لو لم تمنح جائزة نوبل للسلام للرئيس الأميركي باراك أوباما قبل أن ينهي سنته الأولى في الرئاسة، لكنا ارتحنا من بلاء كبير.


الجائزة التي منحت له حينها وهو بعد لم يفصح عن شيء اعتبرت طعنة بنزاهة جائزة نوبل ومصداقيتها، وهلل الإعلام الليبرالي الأميركي للجائزة حينها، ولو جرى الأمر لجمهوري لما بقي في جعبة برامج التوك شو الساخرة كلمات لم تطلق.


الساخرون يقولون إن أوباما ظل مشغولا بعد أخذ الجائرة على أنه يستحقها، وأنه سيكون بطل السلام العالمي. فماذا كان الحصاد الآن في نهاية ولايتيه؟
المزيد من الخراب والتدهور والحروب في العالم، وسبب رئيسي لذلك، وليس السبب الوحيد، هو أخطاء السياسة الخارجية لأوباما. فالتخاذل والتذاكي وموت الهمة، يؤدي لتحفيز كل من لديه مطامع ونيات سيئة على الإقدام، مع ضمان عدم وجود ردة فعل وعقوبة من الطرف القوي. كما جرى في سوريا والعراق.


الرجل تسبب بازدهار الحروب الطائفية في المنطقة، تصعيد التوتر في شرق القارة الأوروبية، وليس هنا موضع شرح هذه المساهمة من أوباما بهذا التدهور الأمني العالمي، خاصة في منطقتنا، وغياب شمس السلام. يبدو أن بعض القائمين على جائزة نوبل راجع نفسه، وأقر بعد هذه السنين بفداحة ما فعلوه حينها. فقد أعرب الأمين العام السابق للجنة العالمية لجائزة نوبل عن أسفه لمنح الرئيس الأميركي باراك أوباما جائزة السلام عام 2009. وكتب (غير لوندستاد) بمذكرات نشرها ونقلتها صحيفة «التايمز» البريطانية، كما جاء في «العربية نت» أن اللجنة منحت أوباما الجائزة رغم مرور 9 أشهر فقط على توليه الرئاسة، الأمر الذي أثار انتقادات واسعة داخل أميركا، وكانت اللجنة تتوقع أن تُشكِّل الجائزة دفعة كبيرة للرئيس الأميركي في مساعيه من أجل التوصل لعالم أكثر «أمنًا» خال من الأسلحة النووية، لكن تبين خطأ الأمر.


الآن أميركا مختلفة، على لسان مسؤوليها، على: هل تبقى خريطة سوريا والعراق كما هي؟ شكرًا على التساؤل!
أميركا مشغولة أيضًا بعد زحمة الجيوش على أرض وسماء سوريا بعدم وقوع حادث خطير بين القوات الأميركية والروسية، والحمد لله تم طمأنة العالم أن البيت الأبيض منفتح على: «محادثات تكتيكية وعملية» مع روسيا بشأن سوريا.


للذين يقولون لماذا الإكثار من الحديث عن أوباما وأميركا، نقول لأن أخطاء الدول الكبرى لها آثار كارثية على العالم كله.


ترى هل ما زال الرئيس أوباما يداعب جائزة نوبل في مكتبه المنزلي، وهو يشاهد شاشات الأخبار في نفس الوقت؟