&&عمرو عبد السميع&

سيظل ما بثه موقع "أمريكان ثينكر" مؤخرا عن مسئولية كل من الرئيسين الأمريكيين جورج دبليو بوش وباراك أوباما حول فقد أمريكا لمصر أو ربما الشرق الأوسط كله، وثيقة دقيقة فى توصيف المأزق الأمريكى الذى نشأ عن جهل الساسة الأمريكيين بالمنطقة وبمصر بالذات، إنتهاجهم سياسات "تجريبية" ليس فيها أدنى فهم للطبيعة السياسية والثقافية والاجتماعية لبلدان الشرق الأوسط، ومصر خصوصا.

&

إذ يقول الموقع: إن وزير الدفاع الأمريكى الأسبق دونالد رامسفيلد إبان حكم بوش، أعد خطة لتغيير أنظمة الحكم فى سوريا والعراق وإيران وليبيا والصومال واليمن بعد حادث 11 سبتمبر، كانت الخطة تعتمد على استخدام المعارضات المحلية فى التغيير، ولكن بوش رفض الخطة واعتمد الغزو المسلح للعراق، ثم جاء أوباما وقرر سحب بقية القوات الأمريكية- بحسب وعده- من العراق بما خلق فراغا سمح بظهور داعش، ثم عمد إلى تنفيذ خطة رامسفيلد ولكن عن طريق تشجيع الإخوان المسلمين ليكونوا بديلا للأنظمة التى كانت سائدة فى تلك البلاد، وكانت المفاجأة فى مصر التى لم تتقبل حكم الإخوان، فأزالتهم بعد سنة واحدة، ووجد أوباما نفسه أمام فشل ذريع لخياراته بما دفعه إلى كراهيته للضابط المصرى الثائر عبد الفتاح السيسى الذى جاء به الشعب رئيسا لمصر، فعمد إلى الضغط عليه وحصاره، بما دفع الرئيس المصرى إلى الإتجاه إلى موسكو.

&

وأتوقف- هنا- متأملا لتلك الفكرة التى تلبست الرئيس الأمريكى ودفعته إلى ذلك الموقف الذى تحدى فيه إرادة الشعب المصرى عدة مرات سواء عبر الإتيان بالإخوان إلى الحكم، أو رفض تلك الكراهية المتخلفة التى حكمت موقفه من الرئيس عبد الفتاح السيسى ودفعته للضغط عليه ومحاولة حصار مشروعه للإستقلال فى مواجهة التبعية، والتنمية فى مواجهة التخلف والتنوير فى مواجهة الظلامية.

&

إذ أن موقف أوباما كان يعني- بوضوح- محاولة رئيس أكبر دولة فى العالم أن ينتصر لوجهة نظر شخصية لم يك هناك من العوامل الموضوعية ما يسندها، وهو الأمر الذى مثل (فى الحالة المصرية) إضافة لتقزيم حجم التأثير الأمريكي، الإعتراف ببدء زوال عصر القطب الواحد، وبزوغ عصر التعددية القطبية، وبحيث لن يبقى من عصر القطب الواحد سوى مظهر احتضان الرئيس الأمريكى باراك أوباما (الرئيس الأمريكى الرابع والأربعين) جماعة إرهابية مثل الإخوان ورئيسها محمد مرسى أول جاسوس مدنى منتخب.

&

&