&علي الحربي&


لم يعد التهافت على الخطَّابات كما كان عليه في السابق، خصوصا في ظل انتشار مواقع إلكترونية تخصصت في هذا المجال. وحطت المواقع الإلكترونية المتخصصة في الخطبة والتوفيق بين الشريكين رحالها في خارطة الزواج، حيث تتيح للطرفين الدخول إليها من خلال التسجيل كشرط أساسي نظير مبلغ رمزي يقدر بـ 50 دولار أميركي (187.5 ريال).


خطوات إجرائية


تتيح مواقع الزواج الإلكترونية، تسجيل المواصفات المرغوبة في شريك الحياة، لتبدأ بعدها سلسلة من الخطوات الإجرائية، أولاً التوفيق بين الطلبات، ثم اطلاع الطرفين على البروفايل الشخصي لكل منهما ثم تأتي العملية قبل الأخيرة في التواصل المباشر بينهما، وهنا يملكون خيارات متنوعة إما عبر البريد الالكتروني، أو عن طريق الهاتف.


أمر مقلق


أوضحت المستشارة الاسرية والاجتماعية سلوى السيالي في تعليقها لـ"الوطن"، أن فرض التقنية على حياتنا الشخصية وبناء الرابطة الزوجية، يعد أمرا مقلقا للغاية، وذهبت إلى أن أغلب الزواجات الإلكترونية تنتهي عادة بالطلاق، لغياب الأسس المرعية في ذلك.


وفي مقابل ذلك، أشارت السيالي، بأن استخدام التقنية أسهم بشكل مباشر في ارتفاع حالات الطلاق، كون التسجيل في هذه المواقع لا يتطلب وسيط، ولا تتقيد بالتقاليد والموروثات المعروفة في المجتمع، بل أن الأمر الأدهى من ذلك، هو صياغة الخدع بين الطرفين في ملف مواصفاتهما الشخصي، وتهدم تلك المواقع بذلك، أهم أركان الزواج الصحيح.
الاستغناء عن الخطَّابات
إحدى الخطابات التي تملك رصيدا كبيرا في هذه المهنة تمتد إلى 30 عاما، وتدعى أم عبدالله، قالت لـ"الوطن" إن المواقع الإلكترونية المتخصصة في مجال تيسير الزواج قلصت من الأسر التي تفد إليها كما كانت في السنوات السابقة للبحث عن النصف الآخر، والملفت في حديثها، أن أكثر من يطلب خدماتها في الفترة الراهنة أضحوا من المقيمين، بعد عزوف الأسر السعودية عن خدماتها التي تكلف في الزيجة الواحدة خمسة آلاف ريال.