جرعات «إمبراطورية فارسية»

خالد الطراح

رغم كل ما برهنته الظروف والجهات الاقليمية والدولية عن السياسة الايرانية المستميتة ضد العرب، وتحديدا منطقة الجوار الخليجي والعرب ككل، تواصل طهران مسلسل الاستفزاز، ربما بهدف «اقامة امبراطورية فارسية» على حد وصف وزير الخارجية السعودي.
اخيرا، نشرت صحيفة كريستيان ساينس مونيتور تقريرا للكاتب سكوت بيترسون عن «حوادث متكررة بقيام زوارق حربية ايرانية سريعة بالاقتراب من بوارج حربية اميركية تبحر في الخليج ثم تتحول عنها في اللحظة الاخيرة قبل ان يتم اطلاق رصاص تحذيري»، وهو ما ترجمته طهران وفقا لما ورد في التقرير ان «اميركا اهينت من جديد»!
وذكر التقرير الصحافي تصاعد حوادث المواجهة بين اميركا وايران، حيث «وصل عدد الحوادث الى 32 حادثا خلال العام الحالي بالمقارنة مع 23 حادثا في العام الماضي»، مشيرا الى تصريح لقائد القيادة المركزية الجنرال جوزيف فوتيل في تصريحات له اخيرا حول «تحركات عسكرية ايرانية» تستهدف «بذل جهود التأثير في المنطقة والسيطرة عليها».
وتناول كاتب التقرير رأيا لمحللين «ان زيادة الحوادث كهذه ترسل رسائل من الحرس الثوري الذي يندفع بدافع الايديولوجية» التي تحركها المراجع السياسية والدينية الايرانية.
اعلاميا وسياسيا، يتسم التحرك الايراني بالتناقض، فحينا تخاطب طهران المجتمع الدولي والخليجي على وجه الخصوص بلغة احترام القوانين والاتفاقيات الدولية والاقليمية، فيما تزداد جرعات العدائية والكراهية الدينية والسياسية حينا اخر!
وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف نشر مقالا اخيرا في صحيفة نيويورك تايمز الاميركية بعنوان «لنخلص العالم من الوهابية»، وهو ما يدلل على العدائية والكراهية التي تشنها ايران على قلعة العروبة والاسلام، الشقيقة الكبرى السعودية، لكن في المقابل، وهو امر يثلج الصدر، رد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير بحجم الجرعات الايرانية نشر في صحيفة «ذا الوول ستريت جورنال»، حيث قال «ان ايران لا يمكن ان تغسل يديها وسجلها المعروف لان الوقائع وهي اقوى الاثباتات تثبت العكس»، واصفا الادعاءات الايرانية بأنها «مثيرة للسخرية».
واعاد الجبير الى الاذهان سجل ايران حين قال «ان ايران منذ 1979 لها اليد الطولى في العديد من العمليات».
لم يتغير الخطاب السياسي الايراني منذ الثورة الى اليوم، فالمصدر واحد، وهو، وفقا لما جاء في الدستور الايراني، مرشد الثورة، فإيران تعيش وهم تصدير الثورة، وربما الوهم الاخر الاعتماد على الاصوات النشاز في بعض دول الخليج المؤيدة لمخطط «الامبراطورية الفارسية»!
هذا الوهم لن ينتهي اذا ما تراخت دول الخليج العربي والعالم الاسلامي ككل في مواجهة حملات موجهة تستهدف زعزعة استقرار المنطقة ودعم الشحن الطائفي والانقسام الاجتماعي والسياسي والديني ايضا في الشرق الاوسط والخليج على وجه التحديد.