رحاب عليوة
تنوعت أعمال الفنانة المصرية سيمون بين الغناء والتمثيل للسينما والمسرح والتلفزيون، مع نجوم بارزين. وعلى رغم أنها مُقلّة مقارنةً بغيرها، فإن بصمتها في كل ما فعلته واضحة تماماً. وهي عادت العام الماضي إلى الساحة الفنية بعد غياب، عبر مسلسل «بين السرايات»، وأخيراً أحيت حفلة غنائية في الإسكندرية، ذهب ريعُها إلى صندوق حملة لمكافحة سرطان الثدي.
في لقاء أجرته معها «الحياة»، أكدت سيمون أنها تهتم في المقام الأول بجودة العمل، ولذلك لا يزعجها أن توصف بأنها قليلة الظهور، سواء على المسرح أو الشاشة. وقالت: «حين عُرض عليَّ دور صباح في مسلسل «بين السرايات» وجدته مناسباً تماماً لعودتي إلى التمثيل. سيدة تكدح من أجل الإنفاق على أبنائها بعد وفاة زوجها، وتصنع لنفسها مجالاً تتفوق فيه».
هل يعني ذلك أن سيمون ترفض تجسيد نماذج سيئة موجودة في المجتمع؟ تجيب: «أنا لست ضد تقديم نماذج سلبية في المجتمع، لكن مع الموازنة بين الإيجابي والسلبي»، مشيرة إلى أن صدى شخصية «صباح» لا يزال قائماً، «فكثيرون ممن التقيهم في الشارع ينادونني باسمها». وتكشف سيمون أنها بعد «بين السرايات» رفضت المشاركة في أربعة مسلسلات، لأنها لم تجد في أي منها ما يضيف إليها فنياً، «فأنا أسعى دائماً إلى التجديد، ولا أستطيع دخول عمل من دون أن أكون متحمسة له».
وكشفت أن بين يديها «الآن أوراق ثلاثة مسلسلات اجتماعية، لم أتخذ قرارات في شأنها بعد. ولكن لن أقبل أياً منها إلا إذا كان سيتيح لي تغيير جلدي درامياً».
قبل شهر، بدأت سيمون مفاوضات في شأن عمل سينمائي تعود به إلى الشاشة الكبيرة بعد غياب 24 عاماً منذ «آيس كريم في جليم» مع الفنان عمرو دياب. ورفضت كشف تفاصيل العمل، مكتفية بالقول إنه عمل ضخم يشارك فيه فنانون كبار، ويعد في مستوى أعمالها السينمائية السابقة التي كان أولها مع سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة «يوم حلو ويوم مر» العام 1988.
شاركت سيمون الممثل والمخرج محمد صبحي في ثلاثة أعمال مسرحية هي «كارمن» و»سكة السلامة» و»لعبة الست»، وترى أن ما يقدم حالياً ضمن مشروع «تياترو مصر» الذي يساهم فيه تلفزيون «الحياة»، مختلف عن المفهوم التقليدي للمسرح. وتضيف أن فريق «تياترو مصر» يتميز بخفة الدم غير المفتعلة. «أستمتع بمشاهدتهم. هم يعلمون جيداً أن ما يقدمونه هو مجرد اسكتشات ذات طابع خفيف، بهدف إضحاك الجمهور. كان لهم السبق في ذلك، وتبعهم كثيرون حتى من الفنانين الكبار، مع تغيير الإطار عبر تقديم تلك الاسكتشات في شكل برامج تلفزيونية. هؤلاء، بقيادة الفنان أشرف عبدالباقي، أثروا المشهد المسرحي في مصر».
وتبدي سيمون حماستها لفكرة برنامج مسابقات، تسعى إلى إنتاجه عبر إحدى القنوات الفضائية. «هو مختلف عن البرامج الحالية، ففكرته تهدف إلى تقديم موهوبين من الشباب، بعيداً عن إخضاعهم لما يسمى لجان تحكيم، تقول هذا يصلح وذاك لا يصلح. أنا لا أستطيع أن أجعل نفسي حكماً على مستقبل أحد أو موهبة أحد، هذا يستمر وهذا يغادر؟ وأتمنى أن تلقى فكرتي ذات الطابع الخدمي سبيلها إلى التنفيذ».
مشوار سيمون «الخدمي» ممتد في موازاة مشوارها الفني، وآخر حلقاته كانت حفلة غنائية في الإسكندرية دعماً لمؤسسة تكافح سرطان الثدي، على أن تحيي قريباً حفلات أخرى للغرض نفسه في سائر محافظات مصر. وسبق أن اختارتها منظمة اليونسيف سفيرة لمواجهة مرض الإيدز، كما تولّت مناصب في مؤسسات خدمية عدة. تقول: «بدأ مشواري الخدمي قبل أن أحترف الفن. والفضل في ذلك يرجع إلى مدرسة الراهبات التي تعلّمت فيها. هناك تعلّمنا أن طموحنا الشخصي مهم، لكن شرط ألا يأتي على حساب طموحنا المجتمعي وخدمة الناس. وخلال حفلة حضّرنا لها في الجامعة لجمع تبرعات لمرضى، لم يحضر المغني، وهنا دفعني أصدقائي للغناء إنقاذاً للموقف، ومن تلك الحفلة انطلقت فنياً».
تستعد سيمون لإطلاق «ميني ألبوم» يضم خمس أغانٍ، وتصوير فيديو كليب لأغنية «أسهر بقى لوحدك»، وانتهت من تسجيل الأغاني لكن لن تطلق الألبوم قبل عطلة منتصف العام الدراسي. هنا، تتذكر سيمون بدايتها الفنية، وكيف كانت تهاجَم على أغانيها ذات الطابع الغربي السريع، وحركتها على المسرح خلال الغناء. وبعد ذلك بات هذا هو الأسلوب السائد بما أنه مواكب للعصر.
وتؤكد سيمون أنها تلقت بسعادة بالغة خبر عودة الفنانة شريهان إلى التمثيل من خلال عمل تلفزيوني من إنتاج «العدل جروب». وتقول: «شريهان نجمة يعشقها الجميع، وعودتها إلى الشاشة أمرٌ مفرح، لأنها ستنعش الساحة الفنية، وتخلق جواً من المنافسة الجميلة. سئمنا من تلك الأعمال التي يتم الاتفاق عليها وتصويرها في ثلاثة أيام، ولا تبقى في ذهن المشاهد سوى دقائق».
التعليقات