سمير عطا الله 

 عاد اللبناني - الفرنسي زياد تقي الدين إلى الأضواء في بدايات الحملة الرئاسية الفرنسية، عندما أكد من جديد أنه نقل من الأخ العقيد معمر القذافي إلى الرئيس السابق نيكولا ساركوزي 50 مليون يورو للمساعدة في حملته الانتخابية الأولى. كان هناك لغط كثير في الماضي حول هذا الأمر، كما أن الصحافة الفرنسية تحدثت طويلاً عن أن ساركوزي قبل هدايا مالية من أغنى سيدة في فرنسا.
حتى الآن، ما من حكم قضائي في المسألتين، وبالتالي، لا تعليق. لكنني أريد العودة إلى زمن لم تكن فيه التقاليد، أو الفضيلة، مضحكة في فرنسا، وهو الزمن الذي بدأت فيه تغطية أحداثها السياسية، وأحيانًا الثقافية.
كان الرئيس شارل ديغول يصر على أن يدفع أجرة الحلاق من جيبه الخاص، لا من مصاريف الإليزيه. وكان يصر أن يدفع شخصيًا فاتورة الكهرباء في مكتبه بعد الثامنة مساء، لأن دوامه الرسمي ينتهي في الثامنة مساء.
الرئيس الفرنسي الحالي فرنسوا هولاند له ثلاثة أبناء من السياسية سيغولين رويال، من دون زواج شرعي. وفي الإليزيه حاليًا «فرنسية أولى» لا يربطها زواج رسمي بالرئيس. وأما السيدة إيفون ديغول، فكانت تحذف عن لائحة المدعوين إلى العشاء مع الرئيس، كل وزير يشاع أنه على علاقة خارج الزواج. وعندما علم ديغول مرة أن الممثل آلان ديلون وأحد المشبوهين الاجتماعيين من زوار رئيس وزرائه جورج بومبيدو، نصح بومبيدو بالحذر. وانتهت المسألة يومها بفضيحة مؤسفة.
هذا زمن مضى مع أصحابه. الوزيرة البريطانية السابقة إدوينا كيري تؤلف روايات إباحية. وكذلك رئيسة البرلمان الفنلندي السابقة في مذكراتها عن العلاقة مع زوجها. ووزعت صور غير لائقة لزوجة دونالد ترامب الأخيرة، ليس من المعروف مدى صحتها. لكن سيرة السيدات لم تعد عائقًا أمام الزواج في المجتمعات السياسية الغربية. والمعايير الماضية أصبحت شيئا من الماضي. غير أن الحرية الشخصية لا تشمل المفاهيم الأخرى، كالرشوة والكذب والفساد. فهذه ما تزال تُسقط حتى الرؤساء، لأنها اعتداء على الحق العام. لذلك، يبدو مستقبل ساركوزي مهددًا. وكما هي العادة في فرنسا، الوسيط لبناني.