خالد السليمان
يدرك الغرب أن أي محاولات في مجلس الأمن لوقف مجازر حلب ستصطدم بالفيتو الروسي، وبالتالي فإن أي تحركات لإصدار قرارات دولية لوقف الأعمال القتالية في حلب وسوريا ليست أكثر من مواقف سياسية تمارسها الحكومات الغربية لذر الرماد في العيون والتنصل من مسؤولياتها تجاه حرب الإبادة التي تمارس ضد المواطنين السوريين في سوريا على يد نظام مجرم وميليشيات أجنبية إرهابية ودولة كبرى متجردة من كل أخلاقيات حقوق الإنسان!
إذا كان الغرب جادا في وقف حرب الإبادة ومساعدة الشعب السوري فإن الطريقة الوحيدة المؤثرة هي العمل لتمكين الشعب السوري من امتلاك القدرة على الدفاع عن نفسه، وأضعف الإيمان السماح لأصدقاء الشعب السوري بمده بالسلاح النوعي القادر على تعديل موازين القوى المختلة منذ ألقت روسيا بثقلها خلف النظام السوري وتدخلت عسكريا لحمايته من السقوط ومساعدته على إبادة المعارضين لسطوته!
الغرب الذي يمارس نفاقا فاضحا في الأزمة السورية أيضا لم يتحرك لمنع إيران من إرسال المزيد من قواتها النظامية وميليشياتها الطائفية وقوات مرتزقتها، وكان من الممكن لو توفرت الجدية لجم التدخل الإيراني بذرائع وحجج مشروعة عديدة منها عدم توسيع دائرة الصراع والطابع الطائفي للتدخل الإيراني!
سوريا ستكون وصمة عار في جبين الشرق والغرب، بل في جبين الإنسانية، وسيلعن التاريخ من لم يكتفوا بالتخلي عن سوريا بل وتاجروا بأزمتها إنسانيا وسياسيا، وباعوا أرواح رجالها ونسائها وشيوخها وأطفالها للشيطان!.
التعليقات