عقيل الحلالي، وكالات (صنعاء، عدن)
شن طيران التحالف العربي أمس أكثر من 25 غارة على محافظة صعدة المعقل الرئيسي لجماعة الحوثي شمال اليمن، وقصف لليوم الثاني على التوالي بلدة سنحان مسقط رأس المخلوع علي عبدالله صالح الواقعة شرق صنعاء. في وقت دعا قائد المنطقة العسكرية الثالثة اللواء الركن عادل هاشم القميري، خلال زيارة تفقدية إلى وحدات اللواءين 14 و26 مدرع بمحافظة مأرب، إلى بذل مزيد من الجاهزية والاستعداد لخوض معركة الحسم واستكمال تحرير كامل المناطق من قبضة المليشيات الانقلابية.
وقالت مصادر محلية وعسكرية إن طيران التحالف شن أكثر من 22 غارة على مواقع وتجمعات مليشيات الحوثي وصالح في مناطق الثعبان، مندبة، وادي سداد، وآل مجدع التابعة لمدينة باقم الحدودية مع السعودية شمال صعدة. كما قصفت المقاتلات أهدافاً للمليشيات في منطقة آل غبير في سحار وسط صعدة، ومنطقة المنزالة ببلدة الظاهر جنوب غرب المحافظة. واستهدفت 3 غارات أخرى تجمعات مسلحة للمليشيات في منطقة الجر ببلدة عبس غرب محافظة حجة، وأصابت غارتان معسكراً وموقعاً للانقلابيين في محافظة الحديدة المطلة على البحر الأحمر.
ونفذ طيران «التحالف» سلسلة غارات على معسكر اللواء 26 التابع للحرس الجمهوري الموالي للمخلوع والمرابط في بلدة السوادية بمحافظة البيضاء. وقال سكان محليون إن الغارات أصابت أيضاً مواقع للمليشيات في محيط القاعدة العسكرية. كما استهدفت نحو 7 غارات جوية منطقتي عمد وجربان في سنحان شرق صنعاء حيث ذكر المركز الإعلامي للمقاومة الشعبية أن القصف استهدف مخازن سلاح تابعة للمخلوع.
وهاجم طيران التحالف أمس موقعاً للمليشيات في بلدة صرواح في مأرب التي تفقدها أمس اللواء الركن عادل القميري، حيث اطلع على سير عملية التدريب والتأهيل لأفراد ومنتسبي اللواءين 14 و26 مدرع. مشيداً بالروح المعنوية والجاهزية القتالية وداعيا لمزيد من الجاهزية والاستعداد لخوض معركة الحسم واستكمال تحرير كامل المناطق اليمنية من المليشيات. وقال «إن المعركة ضد الانقلابيين، هي معركة كل اليمنيين، في سبيل العزة والكرامة التي تهون معها كل التضحيات، والشعب اليمني لن يقبل بأن يكون أسيرا للمليشيات الطائفية».
وتواصلت المعارك العنيفة بين قوات الشرعية والمليشيات الانقلابية في العديد من المناطق. وذكر بيان صادر عن الجيش اليمني إن القوات الحكومية وأنصارها تصدت أمس لهجوم شنته المليشيات على مواقعها في بلدة مقبنة غرب تعز مما أسفر عن مقتل 6 متمردين وإصابة 13 آخرين بجروح. كما قتل متمردان بانفجار لغم لدى مرور مركبة عسكرية كانت تقلهم في منطقة الحود ببلدة الصلو جنوب تعز. فيما استشهد مدني وأصيب 3 آخرون بقصف مدفعي شنته المليشيات الانقلابية على حي «بيرباشا» غربي تعز.
والقت الأجهزة الأمنية بمحافظة الجوف أمس القبض على عصابة تخريبية مدعومة من قبل المليشيات الانقلابية تقوم بزعزعة الأمن والاستقرار شرق المحافظة. وذكر المركز الإعلامي للقوات المسلحة أن قوات الأمن والجيش قامت بتعقب عناصر كانوا يقومون بقطع الطرق في منطقة لبنة على الخط البري الرابط بين الحزم والرويك وممارسة عمليات نهب المواطنين وزعزعة الأمن والاستقرار في المحافظة.
واطلع محافظ الجوف اللواء أمين العكيمي مع قائد المنطقة العسكرية السادسة اللواء امين الوائلي، على مسرح العملية وسير تنفيذ المهمة التي نفذتها قوات الأمن بمساندة الجيش والمقاومة الشعبية. وأوضح اللواء العكيمي أن العصابة التخريبية التي تم القبض عليها تتبع المليشيات وتقوم بالتمترس وقطع الطرق وهي لا تمثل قبيلة أو فئة وإنما تمثل نفسها فقط. مؤكداً أن الجيش والمقاومة يواصلون عملياتهم العسكرية من أجل استكمال تحرير المحافظة وتأمين كافة الطرق. وأكد الوائلي أن قوات الجيش والمقاومة ماضون في مواجهة العصابات التخريبية وتطهير كافة أرجاء المحافظة من أجل استباب الأمن والاستقرار وفرض هيبة الدولة.
إلى ذلك، بحث وزير الإدارة المحلية رئيس اللجنة العليا للإغاثة عبدالرقيب فتح، أمس مع المستشار بالديوان الملكي المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية عبدالله الربيعة، جهود الإغاثة المقدمة للمتضررين من الحرب التي تشنها المليشيات الانقلابية. واستعرض فتح، الوضع الإنساني في الحديدة وظهور المجاعة في بعض مديرياتها. مؤكدا على ما تمثله المحافظة من أهمية اقتصادية، لم تشفع لها بان تكون أفضل المدن اليمنية.
وأوضح أن استيلاء الانقلابيين على المحافظة فاقم من الأوضاع الإنسانية للسكان، بعد أن قامت بمنع وصول المساعدات الإنسانية التي تقدمها المنظمات الإقليمية والدولية إليها، إضافة إلى احتجاز ونهب المواد الإغاثية المقدمة لمحافظة تعز. ودان بشدة تصرفات المليشيات الانقلابية التي تحتجز السفن المحملة بالمساعدات الإنسانية في ميناءي الحديدة والصليف. مطالباً المجتمع الدولي بالضغط عليها للإفراج عن السفن وضمان إيصالها إلى المستحقين.
وترأس فتح، اجتماع اللجنة الإشراقية للمؤتمر الدولي للإغاثة والتعافي الاقتصادي بالجمهورية اليمنية، والذي ينظمه مركز سفراء العطاء للأعمال الإغاثية والتنمية. وناقش الاجتماع الترتيبات الخاصة بالمؤتمر المزمع عقده في مارس من العام المقبل، والخطة المقدمة من المنظمين بهدف تنسيق الجهود الحكومية ومنظمات المجتمع المدني للخروج بنتائج إيجابية.
التعليقات