عبدالعزيز المحمد الذكير

يكثر الحديث عن الرحالة الغربيين الذين جابوا جزيرة العرب، وما كتبوه اعتبرها أهل هذه البلاد وثائق تستحق الرجوع إليها. وما ذلك إلا أن الرحالة الغربيين – كما فهمنا – محايدون لا يتأثرون بميول هذه القبيلة أو تلك.

لم أسمع عن رحالة حالة عربي - فيما عدا ابن بطوطة -، في كتابات تتعلق بتاريخنا وسلوكنا السكاني.

غامر – مثلاً – سنت جون فيليبي (عبدالله فيليبي) عام 1932 برحلة عبر الربع الخالي. وكتب كتابه المعروف بـــ.. الربع الخالي وسبقه غيره أمثال برترام توماس عام 1930 وتبع ذلك ثيزيجر وغيرهم.

ويبدو لي أن إعادة المطبوعات ميزت فترتنا الثقافية الحالية. فالكثير من هذه الإصدارات أعيد طبعها، ربما لتتزامن مع أهمية أحداث المنطقة أو لأسباب انفعالية ثقافية.

القصد أن كتب الرحالة اليوم صارت تواجه احتفاليات أكبر من السابق بغض النظر عما كتب فيها. يعشقها الغربيون لأن الساحة تخلو مما سواها.

يعشقها العرب خصوصا المترجم منها لأنهم يرون أنها أكثر موضوعية إذا تركت سلبياتهم جانباً.

والمكتبات اللندنية التي تنشر تقريبا كل شيء لها عملاء يتابعون طلباتهم لمكتباتهم التجارية أو لدورهم الجامعية أو لمقتنياتهم الخاصة. ويوجهون الاستفسارات لأصحاب المكتبة.

مكتبة من "ادينبره" شمال المملكة المتحدة تسأل عن "أي" كتاب يشرح بتوسع أكثر هذا الموضوع الشرق أوسطي أو ذاك.

مكتبة الكونجرس تسألهم عن الرقم الدولي لمطبوع يتحدث عن الإسلام.

خارطة منطقة الشرق الأوسط بتضاريسها وحدودها السياسية تسأل عنها مديرة مدرسة ابتدائية في شمال لندن وتطلب 3 نسخ منها.

هل عندكم كتب عن "لورانس العرب" مختصر وبلغة مبسطة ليتناسب مع مستوى طالب الابتدائي؟

كل هذه الأسئلة وغيرها جعلت أصحاب الدور يحتاجون إلى وقت أكبر للإجابة عن كل سؤال يأتي. وراجت تجارتهم بشكل ملموس.

لنا آباء وأجداد عبروا الجزيرة العربية من شمالها إلى جنوبها ومن شرقها إلى غربها .. والحديث عنهم يطول.. ولكن أخبارهم وكتاباتهم تركت مخطوطة إما لكونهم عرباً لا بريق لأسمائهم أو لأن ما كتبوه شيء غير موضوعي وفيه من السرد الممل أكثر مما فيه من الحقائق التاريخية.

يتأثر بيع المطبوعات التي تتحدّث عن العرب في الغرب بالأحداث الحالية.

بذا قضَتْ الأيام ما بين أهلها

مصائبُ قومٍ عند قومٍ فوائدُ.