وليد شقير 

عاد زعيم «تيار المستقبل» اللبناني سعد الحريري إلى السراي الحكومية الكبيرة أمس، رئيساً للحكومة بعدما كان خرج منها في 12 كانون الثاني (يناير) 2011، إثر استقالة وزراء قوى 8 آذار الذين كانوا يشكلون أكثر من ثلثها، من الحكومة التي كان يرأسها في حينه، بهدف إسقاطها بقرار خارجي إيراني - سوري. وجاءت تلك الخطوة في سياق إحباط اتفاق بين المملكة العربية السعودية والقيادة السورية (ما سمي في حينه «سين-سين») على مصالحة تنهي الخلافات العربية، وتشمل الوضع اللبناني.

وفيما كان إخراج الحريري من السراي، انعكاساً لتصاعد الخلافات العربية وتدخلات إيران، التي تفاقمت لاحقاً بطريقة غير مسبوقة، خصوصاً بعد اندلاع الأزمة السورية وحربها الدموية، وأفرزت من بين ما أفرزته ابتعاد الحريري عن لبنان زهاء ست سنوات، فإن في دخول الحريري أمس، مجدداً إلى السراي على سجادة حمراء بعد يومين من إعلان الحكومة الجديدة التي يرأسها، مفارقة لافتة. فالتركيبة الحكومية التي ولدت تضم بعض الوزراء الشركاء الذين ينتمون إلى قوى سياسية ساهمت في إسقاطه، ومنهم وزير «حزب الله» محمد فنيش، وزير الخارجية الحالي جبران باسيل (رئيس «التيار الوطني الحر») ووزير الدفاع الحالي يعقوب الصراف الذي كان محسوباً على الرئيس السابق إميل لحود وقوى 8 آذار، والذي سماه للوزارة الجديدة الرئيس ميشال عون، الذي بدوره كان رأس الحربة في إسقاط الحريري مطلع عام 2011. وكانت استقالة الوزراء الـ11 أعلنت من منزله، وهو قال بعدها: «إننا قطعنا له (للحريري) بطاقة (سفر) «وان واي تيكيت»، مشيراً إلى أنه لن يعود إلى الرئاسة الثالثة وحتى إلى البلد.

وبقدر ما ترمز عودة الحريري إلى السراي أمس، إلى خلط أوراق جديد كان أبرز تجلياته تفاهمه مع عون على رئاسته للجمهورية وتبوؤ زعيم «المستقبل» رئاسة الحكومة، فإنها تؤشر إلى التناقضات التي تحويها الحكومة وفيها كتلة وازنة لخصومه الذين سبق أن أخرجوه من السلطة التنفيذية في سياق الصراع الإقليمي المتنامي الذي أخذ أبعاداً دولية، ويسعى الحريري إلى تحييد لبنان عنها، فيما خصومه يعتبرون أنفسهم منتصرين.

ترحيب بالحكومة بريطاني وإسباني وتركي

بيروت - "الحياة" - هنأ وزير شؤون الشرق الأوسط البريطاني توباياس إلوود الرئيس اللبناني ميشال عون ورئيس الحكومة سعد الحريري على تشكيل الحكومة الجديدة، ونقلت عنه السفارة البريطانية لدى لبنان أن «تلك هي خطوة أخرى مهمة بالنسبة إلى لبنان، وأتمنى أن يعزز الاتفاق على تعيين أعضاء هذه الحكومة ثقة الشعب اللبناني بالعملية السياسية في بلده».

وأكد أن «المملكة المتحدة صديق وشريك قوي للبنان وأتطلع قدماً لأن يكون حكم هذه الحكومة لما هو في مصلحة كل اللبنانيين، وأن تحقق تقدماً في أهدافها الأمنية والاقتصادية والتنموية الحيوية»، متمنياً «أن تتفق هذه الحكومة خصوصاً على إطار العمل في شأن الانتخابات النيابية التي ستجرى في السنة المقبلة، وضمان إجرائها في موعدها وتماشياً مع المعايير الدولية».

ورحبت إسبانيا بتشكيل الحكومة، آملة بـ «المرحلة الجديدة الحفاظ على تعميق علاقات الصداقة والتعاون الممتازة بين البلدين».

وأوضحت السفارة الإسبانية لدى لبنان «أن الحكومة الإسبانية على ثقة بأن جميع الفرقاء المعنيين في السياسة اللبنانية سيحافظون على روح الحوار والتوافق التي أدت إلى تشكيل حكومة الوحدة الوطنية هذه، ما يتيح للبنان مواجهة التحديات المستقبلية الكبرى».

وجددت «حكومة إسبانيا التزامها الراسخ بالسلام والاستقرار في لبنان، كما تجدد دعمها الحكومة اللبنانية في مهمتها الآيلة إلى تحقيق المزيد من التقدم والرفاهية لجميع المواطنين».

ورحبت وزارة الخارجية التركية «بتشكيل الحكومة الجديدة نتيجة المشاورات التي أجراها الرئيس الحريري مع جميع الأطراف السياسية في لبنان»، متمنية «الخير للشعب اللبناني الصديق والشقيق». واعتبرت «أن العملية السياسية التي بدأت مع انتخاب الرئيس الـ 13 للجمهورية في لبنان ستستمر عبر الحكومة التي شملت جميع الأطراف»، مؤكدة أن «هذه التطورات تشكل مرحلة أساسية في تثبيت الأمن والاستقرار والسيادة في لبنان. وأملنا الصادق بأن يستمر جو المصالحة الذي ساد الحياة السياسية في الآونة الأخيرة داخل لبنان، من خلال أعمال الحكومة الجديدة».

البخاري يأمل بتقاطر السياح السعوديين

أكد القائم بأعمال السفارة السعودية لدى لبنان وليد البخاري أن «السياحة في لبنان عامل مهم لجذب السياح العرب وفي مقدمهم السياح السعوديون»، آملاً بأن «يتقاطروا إلى لبنان، دعماً لهذا البلد وللسياحة في أرجائه».

كلام البخاري جاء خلال زيارته نقيب الصحافة عوني الكعكي أمس، يرافقه المسؤول الإعلامي في السفارة غسان اسكندراني ومديرة العلاقات العامة في السفارة فدك بابان. ونوه البخاري بـ «واقع الصحافة اللبنانية»، مشيراً إلى «أنها تتمتع بهامش واسع من الحرية». وأمل بأن «تبقى هكذا على مدى الأيام».