عمرو عبد السميع

وراء الانتصارات التى يحققها الجيش العراقى على تنظيم داعش فى الرمادى ومحافظة الأنبار احتمالات كارثية، إذ بعد التحرير يبدأ تدشين حصر الغنائم وتزيد احتمالات التقسيم.

فنحن ـ الآن ـ أمام مواجهة شيعية- سنية محتملة، إذ اعتمد الجيش العراقى على تعضيد من قوات الحشد الشعبى الشيعية التى نشأت بفتوى آية الله السيستانى (مرشد شيعة العراق) التى عُرفت بفتوي: (الجهاد الكفائي)، وضمت عددا من فصائل الشيعة المشهورة مثل (عصائب أهل الحق) بقيادة قيس الخزاعى و(بدر) بقيادة هادى العامري، إضافة إلى مجموعة يرأسها أبو مهدى المهندس، وجميعها تحت قيادة الجنرال الإيرانى قاسم سليمانى قائد فيلق القدس التابع للحرس الثورى الإيراني.

الآن حانت لحظة الحقيقة، لأن عشائر الأنبار يرفضون استمرار اشتراك كتائب الحشد الشعبى فى العمليات لأسباب (مذهبية) وللفظائع التى ارتكبتها قوات الحشد الشعبى ضد سُنة العراق أثناء العمليات، والحل الذى تفتق عنه ذهن حيدر العبادى رئيس الوزراء هو حل قوات الحشد الشعبى ودمجها فى القوات المسلحة، وبما يعنى زيادة المكون الشيعى فى الجيش وإضعافه بسبب المستوى المتدنى لتدريب وتأهيل قوات الحشد الشعبي.

عشائر الأنبار السنية ترفض استمرار كتائب الحشد الشعبى فى عمليات التحرير لأن ذلك سيرتب لها حقوقا فى الأراضى المحررة، كما أن سُنة العراق ـ على الكلية والتفصيل يتحسبون لزيادة المكون الشيعى فى الجيش وهم يريدون - لهذه وتلك ـ الحصول على سماح الحكومة والبرلمان بانشاء قوات (الحرس الوطني) السُنية التى ستكون معادلا موضوعيا لقوات الحشد الشعبي.

الساحة ـ الآن - مستعدة لبدء عملية التقسيم وليس بعيدا عنها ما أعلنه مسعود بارازاني- مؤخرا- من ضرورة حصول الأكراد على استقلالهم.

نحن نشهد نتيجة المنهج الأخرق والشرير الذى اتبعته أمريكا بعد غزو العراق القائم على إذكاء النزعات المذهبية والعرقية (عبر محاصصات بول بريمر)، وحل الجيش والمخابرات وحزب البعث الذين شكلوا الخيط المانع لحبات العقد العراقى من الانفراط.

&

&

&

&

&

&

&