سلمان الدوسري& &

بالأدلة والبراهين، أعلنها «حزب الله» صريحة على الملأ باستهدافه السعودية بعمليات إرهابية على الحدود السعودية تصل إلى العاصمة الرياض. توجه الحزب ليس جديدًا على كل مراقب ومتابع، فخلاياه المنتشرة في البحرين والكويت واليمن تثبت ذلك مرارًا، الجديد أن ذلك أضحى موثقًا بالصوت والصورة، بأنه يستهدف السعودية وأنها عدو له. «حزب الله» لا يختلف عن تنظيم القاعدة أو «داعش»، بل هو يتفوق عليهما بامتلاكه أدوات دبلوماسية وحكومة تضفي على تحركاته الصفة الرسمية وأيضًا وزير خارجية يطبق سياسته. وأظن آن الأوان لتسمية الأشياء بأسمائها، لأن الكثير من الدبلوماسية أضحت غير ذات جدوى، لذا يمكن القول بلا مواربة إن «حزب الله» هو عدو لدود للسعودية، عدو يعمل بحرية ومرونة، عدو حاصل على صفة رسمية داخل الحكومة التي تزعم أنها صديقة المملكة. أما سياسة النأي بالنفس التي تتذرع بها الحكومة، فالحقيقة أنها نأي عما يقوم به الحزب من جرائم وإرهاب تتستر عليه الدولة اللبنانية بأكملها.

مخطئ من يظن أن الرياض قررت مراجعة علاقاتها مع لبنان بسبب هجوم وسائل الإعلام اللبنانية ضد السعودية، فالمملكة أكبر من هذا بكثير ولن تتخذ قرارًا سياديا بسبب هجوم من هذا النوع حتى لو كان رخيصًا. القضية أن هناك غطاءً حكوميًا لبنانيًا لإرهاب «حزب الله» ضد السعودية، هذه هي القصة باختصار، لا توجد دولة في العالم تقبل بأن تتعاطى مع حكومة تعطيها من طرف اللسان حلاوة في العلن، بينما مكون رئيسي منها يقوم بالتخطيط والإشراف على زعزعة أمن الدولة واستقرارها، بالإضافة لمشاركة الحزب في القتال ضد المصلحة العربية وتنفيذًا للأجندة الإيرانية في سوريا والعراق واليمن. يا سادة السعودية لا تريد اعتذارًا ولا معتذرين، ولا تعاطفًا ولا متعاطفين، تريد عملاً سياسيا على الأرض ينزع عباءة حسن نصر الله عن الدولة اللبنانية ويعيد إليها عروبتها. تريد أن يكون هناك فصل حقيقي بين ممارسات الحزب وممارسات الدولة، تريد أن تكون الدولة مظلة للحزب وليس الحزب هو مظلة للدولة.

منذ بدأ صعود «حزب الله» وهو يرى في الدولة السعودية خطرًا مباشرا على استمراريته، واتضح ذلك مبكرًا في موقفه من تصدي الرياض لمشروع تصدير الثورة الإيرانية أولاً، ومن دعمها للعراق في الحرب العراقية الإيرانية ثانيًا، كما أن الحزب، الذي يفتخر بأنه يمثل الثورة الإيرانية في لبنان وأن مرجعه ولاية الفقيه، شارك بحماسة مؤيدًا دعوة الخميني للإطاحة بالدولة السعودية منتصف الثمانينات، ناهيك بأن خطابات حسن نصر الله تضع المملكة في خانة واحدة مع إسرائيل، فالحزب كان يستخدم «التقية» السياسية في تعاطيه مع السعودية، إلا أن هذه التقية عجزت عن تغطية أفعاله التي تدرجت شيئا فشيئًا لتصل إلى التخطيط لعمليات إرهابية. للأسف كل ما يقوم به الحزب يؤكد أن الحكومة اللبنانية بوزرائها وأحزابها وكل القوى المنتسبة لها غدت شريكة، وذلك بصمتها عن أفعال الحزب الإرهابية التي تتم تحت غطاء الدولة الرسمي.

على القوى اللبنانية أن تختار إما أن تكون دولتهم تحت راية الحزب، أو يعود الحزب تحت راية الدولة، أما أن تكون دولة في شكل حزب إرهابي فهذا ما لن تقبل الدول على التعاطي معه، ولا يليق ببلد في مكانة لبنان أن يصل إليه.

&

&