محمد ياسين الجلاصي

كثفت الأجهزة في دول المغرب العربي عملياتها ضد المجموعات الإرهابية، خصوصاً تنظيم «داعش» الذي هاجم مسلحوه الإثنين الماضي مواقع للجيش التونسي في مدينة بن قردان على الحدود مع ليبيا. وأعلن الجيش الجزائري قتل 3 مسلحين كانت في حوزتهم أحزمة ناسفة وصواريخ «ستينغر» أميركية الصنع مضادة للطائرات في عملية ليل الخميس- الجمعة. وأفادت وزارة الدفاع الجزائرية بأن المسلحين كانوا يختبئون في منطقة سكنية في بلدة قمار جنوب شرقي البلاد قرب الحدود مع تونس.

وكشفت مصادر أمنية عن أن من بين المسلحين القتلى إرهابياً معروفاً يدعى غربية كمال ولقبه «أبو حاتم عبد الرحمن».

وقال شهود لـ «الحياة» إن قوات أمنية طاردت سيارة المسلحين الثلاثة حتى حاصرتهم في حي سكني، واستخدمت القوة بعد محاولة أحدهم إطلاق النار.

وأفادت معطيات أمنية بأن العملية تمّت بناءً على معلومات استخباراتية في بلدة قمار التي تقع على طريق وادي سوف المؤدي إلى الحدود التونسية (الطريق 48)، ويبعد الطريق مسافة 80 كيلومتراً عن محافظة توزر التونسية.

وأشار بيان وزارة الدفاع إلى أن العملية التي جرت في إطار محاربة الإرهاب، نُفِّذت ليل الخميس- الجمعة في قمار وأدت إلى مقتل 3 إرهابيين. وأكد البيان أن مفرزة الجيش المشتركة تمكنت خلال العملية من مصادرة 6 صواريخ «ستينغر» أميركية الصنع مضادة للطيران و20 رشاشاً من طراز «كلاشنيكوف» و3 قاذفات صواريخ (آر بي جي) وبنادق وقنابل يدوية وذخيرة، إضافة الى حزامين ناسفين. كما صودرت من المسلحين سيارة رباعية الدفع وأجهزة تحديد مواقع وهواتف نقالة.

وأكد وزير الداخلية الجزائري نور الدين بدوي، التنسيق أمنياً مع تونس في مجال مكافحة الإرهاب، مشيداً بدور المؤسسات الأمنية التونسية في التصدي للهجوم الإرهابي الذي شنه مسلحون تابعون لتنظيم «داعش» في بن قردان الإثنين الماضي. وقال بدوي: «أمن تونس من أمن الجزائر، والعكس صحيح».

وحذر بدوي من «مخاطر» تحيط بالجزائر من كل جانب من الحدود، مشيداً بـ «وضع أمني استثنائي» داخل البلاد رغم ظروف اقتصادية ومالية صعبة، داعياً المواطنين إلى التحلي بمستوى عالٍ من اليقظة والوعي، ومساعدة المؤسسات الأمنية والجيش في الحفاظ على الاستقرار.

وواصلت قوات الأمن والجيش التونسية عمليات التمشيط في بن قردان لتعقب فلول مسلحي «داعش»، فيما عادت الحياة تدريجياً إلى المنطقة أمس، بعد 5 أيام من المواجهات.

وتمكنت دورية أمنية وعسكرية مشتركة ليل الخميس- الجمعة، من قتل أحد المسلحين إثر مطاردة استمرت ساعات في ضواحي بن قردان، لترتفع بذلك حصيلة القتلى في صفوف المهاجمين إلى 50 قتيلاً، مقابل اعتقال 8 بعضهم يعاني من جروح جراء الاشتباكات.

كما تشير الإحصاءات إلى مقتل 13 عنصراً من الشرطة والدرك والجيش والجمارك، إضافة الى 7 مدنيين.

وبالتزامن مع عمليات بن قردان، تمكنت وحدات أمنية من اعتقال عدد من المشبوهين بالإرهاب، بتهمة «الانضمام الى تنظيمات إرهابية وتسفير الشباب إلى بؤر التوتر في سورية والعراق وليبيا والدعاية الإرهابية».

وتواصل تونس إغلاق حدودها البرية مع ليبيا (معبر راس الجدير الحدودي) منذ الإثنين الماضي، في ظل إجراءات استثنائية لحماية الحدود الجنوبية.