الرباط

نشر الموقع الرسمي لقصر الكرملين الحكومي في العاصمة الروسية موسكو، نص الحوار الذي دار اليوم في اللقاء البروتوكولي بين الملك محمد السادس والرئيس فلاديمير بوتين، والذي حضره من الجانب المغربي المستشاران الملكيان الطيب الفاسي الفهري، وفؤاد عالي الهمة، ومن الجانب الروسي وزير خارجية موسكو.

وناقش زعيما البلدين العديد من القضايا ذات الاهتمام المشترك، خاصة التوجه تحو تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية بين المغرب وروسيا، في مختلف القطاعات التي تعتبر قاطرة للتنمية، كما لامسا الملفات الدولية، خاصة الوضع في سوريا والشرق الأوسط.

وأورد موقع الكرملين، باللغة الإنجليزية، نص الحوار بين الملك محمد السادس والرئيس الروسي، جاء فيه:

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين: جلالة الملك، والأصدقاء الحاضرون، اسمحوا لي أن أرحب بكم في موسكو.

إنه لمن دواعي سروري يا صاحب الجلالة أن أرحب بكم في العاصمة الروسية، ولاسيما هذا العام، لأنه قبل 50 عاما كان والدك الراحل الملك الحسن الثاني قد زار الاتحاد السوفيتي، من أجل إقامة علاقات متميزة بين بلدينا، والتي تطورت منذ ذلك الحين.

وأنا على يقين، يا صاحب الجلالة، أن زيارتك الحالية إلى روسيا ستكون قوة دافعة لتطوير العلاقات الثنائية بين بلدينا..

هناك كثير من زملائنا، وعلينا مناقشة المواضيع.. لدينا علاقات رائعة مع المغرب، ولكنه من الغريب تسجيل انخفاض في المبادلات التجارية، وتحديدا في بعض السلع المغربية التقليدية.

أنا لا أفهم الأسباب التي أدت إلى تراجع صادرات المغرب إلى روسيا من حيث الفواكه والبرتقال والطماطم، لاسيما بالنظر إلى القيود المفروضة على استيراد هذه المنتجات الفلاحية من دول الاتحاد الأوروبي.

يا صاحب الجلالة، إنه مهم بالسبة لي أيضا معرفة وجهات النظر حول المسائل الإقليمية..أهلا بك.

الملك محمد السادس: السيد الرئيس، آمل ذلك.. سوف تكون لنا إمكانية مناقشة هذه الأمور، وغيرها من القضايا الهامة.

أشكركم جزيلا على استضافتكم الحارة لي، فهذه هي زيارتي الثانية إلى موسكو، وأتذكر لقاءنا معكم هنا في هذه القاعة نفسها، وهو الفرح العظيم نفسه الذي يعتريني لما أزور بلدكم.

لقد جلبت معي وفدا تمثيليا، وآمل أن يعمل وزراء الحكومة على النظر في المسائل التي تهمنا في لقائنا أو ما بعده. للأسف لم يستطع وزير الخارجية (في إشارة إلى صلاح الدين مزوار) الحضور، لكونه يتواجد حاليا في زيارة عمل بين واشنطن ونيويورك.

ورغم ذلك، أود أن أؤكد لكم أن هذا لن يؤثر بأي شكل من الأشكال في رغبتنا في تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين.

وكما تعلمون، لدينا علاقات طويلة الأمد مع أوروبا. وأتمنى من شركائنا في الاتحاد الأوروبي؛ فرنسا واسبانيا والبرتغال، أن يساعدوننا على تجاوز المرحلة الصعبة الراهنة في أقرب وقت ممكن.

وبما أن وزير الفلاحة حاضر معي ضمن الوفد المرافق لي (في إشارة إلى عزيز أخنوش) سوف نكون في مستوى مناقشة موضوع الصادرات الزراعية المغربية إلى روسيا.

فلاديمير بوتين: شكرا جزيلا لك، جلالة الملك..&

بوتين "يدعم" المغرب بالصحراء .. والملك يؤيد روسيا بسوريا

أشادت روسيا بالإصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي قام بها المغرب في مختلف المجالات، تحت قيادة الملك محمد السادس، مبرزة أن موسكو تأخذ بعين الاعتبار كما يجب موقف المغرب في تسوية نزاع الصحراء، متمثلا في مقترح الحكم الذاتي الموسع تحت السيادة المغربية.

وأكدت موسكو أنها لا تؤيد أي خروج على المعايير المحددة سلفا ضمن القرارات الحالية لمجلس الأمن الدولي، وبأنها أخذت علما بالمشاريع السوسيو - اقتصادية الرامية إلى تنمية مناطق الصحراء، وتحسين ظروف عيش الساكنة القاطنة بها"، مبرزة أن "روسيا لا تدعم أي توجه لتسريع أو تعجيل عملية تدبير المسلسل السياسي بالصحراء".

&كما عبرّت روسيا بهذا الخصوص عن "دعمها لجهود مجلس الأمن والمبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة من أجل التوصل إلى حل سياسي مقبول من الأطراف لقضية الصحراء، لما فيه مصلحة الساكنة وطبقا لمبادئ وأهداف ميثاق الأمم المتحدة".

&هذا الموقف الروسي من الأوضاع السائدة بالمغرب، وجهود المملكة الرامية إلى حل نزاع الصحراء المفتعل الذي عمر طويلا، جاء ضمن بيان مشترك بين المغرب وروسيا، توج اللقاء الذي انعقد صبيحة الثلاثاء بين الملك محمد السادس، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين.&

وفي جانب آخر، أكدت موسكو والرباط، في أعقاب محادثات القمة بين الرئيس الروسي والعاهل المغربي، تأييدهما لوحدة الأراضي السورية، مع ضرورة الوصول إلى تسوية نهائية للأزمة السورية المندلعة منذ سنوات، كما دعيا أيضا إلى الاستئناف الفوري لحوار سوري شامل ومباشر.

&وأكدت الوثيقة ذاتها على ضرورة تعزيز السلام والاستقرار في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بشكل عام، مع التركيز على التسوية النهائية للصراع الفلسطيني- الإسرائيلي، ودفع الحوار الوطني الليبي قدما إلى الأمام وتسوية الأزمة اليمنية.&

وأكد المغرب، بحسب البيان المشترك، ترحيبه بمبادرة الرئيس الروسي تشكيل جبهة واسعة لمواجهة الإرهاب، على أساس معايير القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، مردفا أن مثل هذه الجبهة يجب أن تعمل بموافقة وتنسيق مع الدول التي تتحمل العبء الأكبر في محاربة الإرهابيين.

&وشدد البلدان معا، وفق المصدر عينه، على ضرورة تعزيز التعاون الدولي في مواجهة الإرهاب والتطرف الدوليين، مع تعزيز الدور المحوري للأمم المتحدة في تلك الجهود، فيما حضر زعيما المغرب وروسيا مراسم التوقيع على حزمة من الوثائق المتعلقة بتعزيز التعاون التجاري والاقتصادي بين البلدين.

&

وعقد وزير الخارجية الروسية سيرجي لافروف لقاء صحافيا، بعد انتهاء المباحثات بين زعيمي البلدين، بمشاركة ناصر بوريطة، الوزير المنتدب لدى وزير الخارجية، أعلن فيه رئيس الدبلوماسية الروسية أن الملك محمد السادس يؤيد قرار بوتين بسحب الوحدات الرئيسية من قواته الجوية من سوريا.

&

وقال وزير الخارجية الروسي "إننا لدى اتخاذ القرار بتعليق عملية القوات الجوية الروسية في سوريا جزئيا، كنا ننطلق من تحقيق الأهداف التي طرحها الرئيس الروسي، ومنذ ذلك الحين تمكن الجيش السوري من استعادة مواقعها على المسارات الرئيسية، كما تم إلحاق خسائر كبيرة بالإرهابيين".