&هيا عبد العزيز المنيع

بين فترة وأخرى تكشف بيانات وزارة الداخلية في مبادراتها ضد الإرهاب عن وجود امرأة في هذه العملية او تلك ناهيك عن وجودهن في مشهد الإرهاب من خلال عمليات الدعم بجمع التبرعات، او ايصال المعلومات او تجييش شباب الأسرة ومحيطهن الاجتماعي.. بل ووصل الأمر بهن لمسك السلاح ومقاومة رجال الأمن.

دخول المرأة في العمل الارهابي ليس وليد اليوم وليس شيئا مستغربا بل هو متوقع ويأتي في سياق تنوع ايادي الارهاب وبحثه عن عناصر محمية بالعرف الاجتماعي ومتابعتها أمنيا أصعب من الرجل ما يعطيها حرية حركة لا تتوفر للرجل المشتبه به.

في آخر عملية مداهمة لبعض الارهابيين ممن شاركوا في العمليات الارهابية الأخيرة والتي استهدفت بعض المساجد وجدت امرأة متزوجة من أحدهم علماً بأنها على ذمة رجل آخر خارج الحدود بشهادة، وأثناء المداهمة حاولت قتل رجال الأمن برشاش تحمله!

تلك التفاصيل في مشهد واحد تعطي دلائل قطعية بأننا مازلنا نتعامل مع منظومة الارهاب برؤية متأخرة فبعضنا مشغول بتبرئة الاسلام منهم وهذا خطأ فهم اساسا لا يرتكزون على بعد ديني وإن حاولوا في البداية ارتداءه لتحقيق قبول مجتمعي وإن كانت هذه الحيلة مرت على العامة أو غير المتخصصين فكيف مرت على علماء الدين وهنا حق لنا أن نتساءل لماذا عجز علماء الدين عن مقارعة فكر هؤلاء الارهابيين؟

نعود للمرأة واشتراكها في المنظومة الارهابية بكل تنوعاتها ومراحلها.

بداية علينا التعامل معه بقوة وصرامة وأن نفصل بين مشاركة المرأة في العمل الارهابي، وبين نظرتنا الاجتماعية لها أي الا تخضع رؤيتنا للمشهد النسائي الارهابي للفكر الاجتماعي والأعراف والعادات والتقاليد بل ننظر لها كمجرمة تهدد أمن الوطن وسلامة أهله ومقدراته..

الارهابية ليست مجبرة على الارهاب وليست خاضعة لسلطة رجل آخر بل هي تنطلق من قناعاتها.. ولعل تحليل مواقف الارهابيات وصلابتهن وتحملهن تعكس عمق القناعة الفكرية ناهيك عن انغماسهن في حياة الارهاب بكل تفاصيلها العملية والاجتماعية حيث الزواج غير مرة من ارهابي وآخر، وقيامهن بعمليات دعم وفق ما يرسمه لهن القائد ايضا خروجهن بأبنائهن لمواقع الحروب وحيث تجمع الارهابيين بل ويأتي ذلك من بعضهن دون علم أسرهن ما يؤكد أنهن صاحبات موقف ورأي ولسن مغيبات او مغرر بهن كما سيحاول البعض إقناعنا به لنتعاطف معهن أو نطالب الجهات المختصة بذلك.

الشاهد في كل ذلك أن عالم صناعة فكر التطرف والتشدد النسائي بكل خصوصيته من فكر وجمع اموال بات حيزا لابد من اختراقه وتفكيكه وتنقيته فأخطر الظواهر والمشكلات هي تلك التي تنمو في الظل وتكبر في الظلام ولا يراها المجتمع الا وقد طالت وباتت متجذرة واحتوت في داخلها العديد من افراد المجتمع وخاصة الشباب والتائهين.

المطلوب اختراق هذا العالم الخفي والمختلف عما يطرح في الفضاء العام بقوة النظام كما حصل مع تجمعات الشباب قبل ان يفوت الوقت ونكتشف انه بات معقلا جديدا لبناء ثقافة التوحش والارهاب في مجتمع ينمو ويتقدم ويسعى للارتقاء وقبل ان يتم استغلاله من ضعاف النفوس لابد من تفكيك المنظومة النسائية التي صنعت هؤلاء النسوة قبل ان نجد تمددهن داخل اسرنا يصنعن الارهابيين والارهابيات ونحن نحميهن لأننا نتأخر كثيرا في إدانة صناع الفكر والمحرضين.