&&خالد أحمد الطراح&

حديث عابر مع الاخ العزيز د. خليفة الوقيان عن العمل الشعبي الذي انطلق خلال فترة الغزو داخل الكويت وخارجها، قادنا الى مؤتمر جدة الذي جمع كل اطياف وشرائح المجتمع الكويتي مع القيادة الكويتية.

د. خليفة شغل آنذاك منصب الامين العام المساعد لمؤتمر جدة، فيما كان الاخ عبدالرحمن الغنيم الامين العام، وكان للدكتور خليفة رحلات مكوكية من القاهرة، حيث مقر اقامته المؤقت ابان فترة الاحتلال، الى الطائف لحضور ومتابعة اعمال اللجان المنبثقة عن المؤتمر.

ومن التفاصيل التي رواها ابو غسان المتابعة الدقيقة، والحضور المكثف للامير الوالد المغفور له باذن الله الشيخ سعد العبدالله، ولي العهد ورئيس الوزراء خلال تلك الفترة، لكل اجتماعات اللجان، وحرصه على تذليل كل المعوقات من اجل انجاحه.

وثائق المؤتمر حسب ما فهمت من الدكتور خليفة يفترض ان تكون مع الاخ الدكتور الغنيم او ربما، اليوم، مع جهة رسمية مختصة، لكن السؤال المحير الذي يعيد نفسه منذ 25 سنة على تحرير الكويت، لماذا لم يتم نشر وثائق المؤتمر؟ ولماذا وثائق هذا المؤتمر الوطني ليست ضمن مناهج التربية بكل التفاصيل، فقد احتضن تلاحما شعبيا استثنائيا وراء الشرعية الكويتية في وجه الغزو، وكان له صدى ايجابي على المستوى الدولي؟ جيش دعما رسميا وانسانيا دوليا لمأساة الكويت!

للاسف، الاعلام الرسمي لم يعر اهتماما، في ذكرى التحرير، لهذه المرحلة التاريخية، واغفل تناول دور وقيادة المرحوم الأمير الوالد الذي قال بكل شجاعة وجرأة «انني اتحمل المسؤولية الشخصية لما آلت اليه الظروف»، فيما شدد على «ان الديموقراطية الدستورية خيار لا رجعة فيه، وان المشاركة الشعبية التزام لا بديل عنه».

وكان للامير الوالد موقف حكيم في الاصرار على خروج الامير الراحل الشيخ جابر الاحمد طيب الله ثراه خارج الكويت.

مؤتمر جدة برزت فيه مساهمات وطنية للعديد من الشخصيات من الصعب حصرها، وذكر اسمائها حتى لا ابخس حق اي منهم بسبب غياب المراجع الدقيقة، الى جانب عمل ثري لوفود وتنظيمات شعبية.

لا استطيع استيعاب سبب عدم التوثيق وتسليط الضوء على العمل الشعبي وشخصيات لها دور بارز في التحرير، والنزعة نحو اجتزاء التاريخ!

&

&