&&&مطلق بن سعود المطيري&

&زيارة الرئيس أوباما الى الرياض، واجتماعه إلى قادة مجلس التعاون الخليجي لا تتضمن رسالة مفيدة للحليف الخليجي الذي ظل على امتداد فترة حكم الرئيس الأميركي الثانية في حيرة وترقب لمعرفة مآلات حلفهم الاستراتيجي مع حليفهم المتردد في حضوره في الملفات الساخنة في المنطقة، فجاءت هذه الزيارة لتحمل مضمونا واحدا فقط اعلن عنه السيد اوباما بنفسه: ان دول الخليج تعاونت بشكل جيد وامين مع واشنطن في محاربة الارهاب والملفات الملتهبة الاخرى في المنطقة، ولكن الشيء الذي لم يصرح به السيد اوباما، ان رئيس الولايات المتحدة لم يكن متعاونا مع دول الخليج جيدا ولم يكن امينا معهم.&

زيارة الرئيس للرياض تتضمن اعترافا وطلبا: الأول اشادة بالمهارة السياسية السعودية التي استطاعت بها ان تعزل طهران اقليميا وتحجيم تأثيرها الظاهر، وتسجيل مواقف عربية واسلامية تدين السلوك السياسي الايراني وتسببه بتدهور الاوضاع في المنطقة، فقدرة المملكة على محاصرة طهران سياسيا جاءت متوافقة مع الانفتاح الأميركي عليها، ومساعدتها في الوصول الى اتفاق نهائي مع واشنطن وشركائها الغربيين، فقد عملت السياسة السعودية على الا يكون التقارب الأميركي - الايراني على حساب أمنها وعلاقاتها العربية والاسلامية، فخطت لها نهجا جديدا ايدتها عليه جميع الدول الخليجية واغلب الدول العربية والاسلامية، فمع كل خطوة تقرب واشنطن من طهران، تضع المملكة خطواتها على طريق مغلق بوجه طهران ومفتوح امام كل من ينشد الاستقرار الفعلي في المنطقة.

&أما الطلب فالرئيس الأميركي يبحث تحقيق انتصار محدود في العراق، لذا جاء الى الرياض لطلب مساعدته على تحقيق هذا الهدف، ولكن هذا الهدف تطلب منه الاعتراف بأن المكون السني في العراق هو من يحتاج للمساعدة وهو من وقع عليه ويل الحرب على الارهاب واتهامه زورا بالتعاون مع داعش، وجعله هدفا لنار وسلاح المليشيات الطائفية المساندة من طهران، وهذا الطلب يعرف السيد اوباما انه ايضا يلتقي مع المطالب الخليجية التي ترى ان مساعدة سنة العراق مسؤولية أميركية بالدرجة الاولى، فواشنطن حضورها في العراق ساعد على اشعال النار الطائفية، وساهم بسوء تقدير وانتباه بتضخم الارهاب وتمدده في الاقليم السني في العراق.

&المتبقي في فترة حكم الرئيس الأميركي 9 شهور وهذه مدة كافية لاصلاح الاخطاء الأميركية في العراق، خاصة وان الظروف السياسية داخل العراق

&مهيأة لتصحيح مسار التدخل الأميركي في العراق، فالشعب العراقي وضع جميع المصالح الطائفية تحت اقدامه، وبدأ يهز كراسي الحكم في محاولة لسحبها من تحت المسؤولين الذين لا يستحقونها، فالفرصة في العراق كبيرة اليوم ومتاحة امام اللاعب الأميركي، ودول الخليج ممكن ان تدخل في مشروع سياسي جديد، يضمن للمكون السياسي أمنه ويعطيه حقه في المواطنة، وهذا يتطلب ان تكون دول الخليج شريكا اساسيا في هذا المشروع، شراكة سياسية.