دعا مهتمون ومراقبون إلى ضرورة التنبه لتحركات فرع تنظيم القاعدة في سورية «جبهة النصرة»، التي ربما تستغل التركيز العالمي على تنظيم داعش لتؤسس دولة إسلامية خاصة بها. ونقلت صحيفة الإندبندنت البريطانية عن تشارلز ليستر من معهد الشرق الأوسط تأكيده أن قادة في جبهة النصرة يسعون إلى إقامة إمارة إسلامية جديدة في منطقة إدلب شمال غرب سورية، وأن الطريقة الفعالة لمواجهة هذه الطموحات تكمن في تعزيز قوة المعارضة السورية المدنية والعسكرية المعتدلة.

حذر مراقبون من أن "جبهة النصرة"، فرع تنظيم القاعدة في سورية، ربما تستغل التركيز العالمي على تنظيم داعش وتؤسس "إمارة إسلامية" خاصة بها.

ونقلت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية عن تشارلز ليستر، من معهد الشرق الأوسط ، قوله إنه بعد خمس سنوات من بناء القاعدة قوتها وسط الحرب الأهلية الدائرة في سورية، بدأ قادة جبهة النصرة في مناقشة التحول إلى إقامة "إمارة إسلامية" جديدة في منطقة إدلب شمال غرب سورية.

وأشار ليستر إلى أن قيادياً إسلامياً سورياً أكد أن المتشددين المحليين لا يؤيدون إقامة إمارة إسلامية، لكن "نقاشات صعبة" لا تزال مستمرة بين المتطرفين، كما يشعر قادة "الجيش الحر" بأنهم مطالبون بالتعاون مع جبهة النصرة ضد قوات النظام.

وقال ليستر إن "الطريقة الفعالة الوحيدة لمواجهة طموحات جبهة النصرة في إقامة إمارة إسلامية تكمن في تعزيز قوة المعارضة السورية المدنية والعسكرية المعتدلة."

وذكر تقرير نشرته منظمة "اليرت إنترناشيونال" في لندن أن جبهة النصرة تجتذب الشباب السوريين للانضمام إليها من خلال رواتب مغرية تبلغ أربعة أضعاف الرواتب التي يقدمها الجيش الحر.

من ناحية أخرى، قال أحد اللاجئين السوريين في تركيا إن "الكثير من السوريين يريدون الانتقام من النظام بسبب تدمير بيوتهم وعائلاتهم وحياتهم وكل شيء آخر"، لافتا إلى أن جبهة النصر تقاتل النظام وهي توفر أفضل فرصة للانتقام.

وأوضح محللون أن إقامة إمارة لتنظيم القاعدة قد يكون لها نتائج مهمة في سورية، حيث ستجبر جبهة النصرة على زيادة قسوة تعاملها مع المدنيين وباقي الجماعات المتمردة التي تتحالف معها أحيانا، إضافة إلى فرضها لنموذج صارم من الشريعة الإسلامية في المناطق التي تسيطر عليها. وقالوا إن إعلان الإمارة سيزيد التأييد الخارجي لجبهة النصرة، حيث إن من شأن ذلك أن يشجع انضمام موجة جديدة من المتشددين العالميين إليها وإعلان منظمات إرهابية خارجية الولاء لها كما حدث في حالة تنظيم داعش عند علانه قيام ما يسمى بـ"الدولة"، كما أن هجمات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد داعش قد يزيد من قوة جبهة النصرة ويساعدها على استغلال تلاشي الدعم لداعش واستقطاب المنشقين عنه.