&قيادات بالمعارضة السورية: الأسد يرتكب حرب إبادة في حلب ونحتاج إلى سلاح لحماية أطفالنا

&

إسماعيل جمال

أجمع معارضون سوريون في تصريحات خاصة لـ«القدس العربي» على وصف ما يجري في حلب بـ»حرب إبادة» تقوم بها قوات الأسد بمساندة من سلاح الجو الروسي والميليشيات الطائفية الإيرانية والأفغانية وحزب الله اللبناني، داعين مجلس الأمن الدولي إلى ضرورة تحويل ملف هذه الجرائم إلى محكمة الجنايات الدولية في أقرب وقت.

من جهته، أكد المعارض أحمد رمضان أنه ولأول مرة تشارك قوات نظامية إيرانية في المعارك الجارية في حلب، الأمر الذي وصفه بـ»الجديد وبالغ الخطوة وعلى العرب التنبه إليه في أسرع وقت»، ودعا المعارضون «أصدقاء الشعب السوري» إلى ضرورة توفير السلاح من أجل تمكينه من الدفاع عن نفسه. ومنذ أيام، قتل وأصيب مئات المدنيين السوريين في تصاعد الهجوم الذي تشنه قوات النظام السوري على مناطق محافظة حلب وريفها في مسعى لاستعادتها بغطاء جوي روسي، والخميس، قتل 27 شخصاً على الأقل، بينما أصيب نحو 30 آخرون، جراء غارة جوية نفذتها طائرة حربية تابعة للنظام السوري، مستهدفة مخيم «كمونة» للنازحين السوريين في محافظة إدلب شمالي البلاد، بالقرب من الحدود التركية.

&رمضان: نواجه قوات احتلال إيرانية&

أحمد رمضان رئيس مجموعة العمل الوطني من أجل سوريا وعضو الهيئة السياسية للائتلاف، قال: «ينبغي الآن على الأشقاء العرب أن ينتبهوا لدخول قوات إيرانية نظامية لأول مرة إلى معارك حلب، الأمر ليس كما كان في سابق مستشارين وميليشيات، نحن نواجه الآن قوات احتلال نظامية».

وأضاف رمضان في تصريحات خاصة لـ«القدس العربي»: «هذا الأمر بمثابة تطور خطير للغاية، النظام الآن غير موجود سوى بنسبة تقل عن 20٪ ، الجو تمتلكه روسيا، والقيادة والتخطيط إيرانية، وعلى الأرض تطغى الميليشيات الإيرانية والأفغانية والعراقية وقوات حزب الله».

وحول إمكانية تثبيت الهدنة في حلب، لفت رمضان إلى أن النظام لا توجد لديه أي نية للالتزام باتفاق وقف الأعمال القتالية منذ التوقيع عليه، ولا توجد أي ضغوط روسية عليه من أجل الالتزام به، وقال: «الهدنة الآن كما كانت عليه في السابق، تسري من طرف واحد وهي فكرة أثبتت فشلها وغير قابلة للاستمرار في المستقبل.. لا يمكن استمرار الهدنة من طرف واحد».

ولفت رمضان إلى أن روسيا نجحت في الاتفاق السابق بإبقاء ثغرات تتذرع بها للاستمرار في عمليتها «وبذريعة محاربة داعش ما زالت روسيا والنظام يقصفون الأحياء المدنية»، مطالباً الأمم المتحدة بسرعة تشكيل لجنة تقصي حقائق حول القصف الأخير الذي استهدف مخيم اللاجئين في مدينة إدلب، وسرعة القيام بإجراءات إحالة ملف جرائم الحرب التي يرتكبها النظام إلى محكمة الجنايات الدولية، وشدد على ضرورة التمييز بين الأعمال القتالية وجرائم الحرب التي يرتكبها النظام ضد المدنيين.

&مكتبي: يوجد وعود بتغيير المعادلة&

في السياق ذاته، عبر يحيى مكتبي الأمين العام السابق للائتلاف السوري المعارض عن اعتقاده أن هناك قناعة واضحة بدأت تتشكل عن أصدقاء الشعب السوري أن النظام غير جدي ولن يلتزم في أي عملية سياسية.

وكشف مكتبي لـ«القدس العربي»، عن وجود «وعود حقيقية من أصدقاء الشعب السوري بتغيير المعادلة من خلال الاستجابة إلى ما طالبنا به من إدخال للسلاح النوعي للجيش السوري الحر والفصائل الثورية لتمكينهم من الدفاع عن المدنيين أمام الهجمات المتواصلة للأسد وحلفاءه»، مضيفاً: «هناك أمور ستختلف خلال الفترة المقبلة لمواجهة مذبحة العصر التي يرتكبها الأسد».

واعتبر مكتبي أن «الكرة الآن في الملعب الدولي، إذا توفرت الإرادة الدولية يمكن وقف جرائم الأسد الذي يتمادى في إجرامه نتيجة غض الطرف عن جرائمه من قبل معظم دول العالم»، لافتاً إلى أن العودة إلى الهدنة خلال الفترة المقبلة «أمر يعتمد على مدى التزام الأسد فيها.. فنحن دائماً كنا ولا نزال ننظر بإيجابية إلى أي جهود تسعى لتثبت الهدنة لكن بشرط أن تكون شاملة لجميع المناطق ولا تتيح للنظام الاستفراد بكل منطقة على حدة».

&سارة: لا تقدم&في جنيف بدون تثبيت الهدنة&

من جهته أكد المعارض السوري البارز فايز سارة على أنه لا يمكن أن يتحقق أي تقدم في مفاوضات جنيف بدون تثبيت التهدئة ووقف الجرائم التي يرتكبها النظام في حلب وغيرها.

وقال سارة لـ«القدس العربي»: «أعتقد أن جهود العملية السلمية وتثبيت التهدئة يجب أن تستمر لكي تحقق وقف شامل لإطلاق النار أو خفض مستوى القصف بالحد الأدنى لأنه بدون ذلك لا يمكن أن يحدث أي استئناف أو تقدم في مفاوضات جنيف». واعتبر سارة أنه «لا يمكن مقارنة مجموعات قليلة من الثوار تحاول الدفاع عن مناطقها بقوات النظام المدعوم بقوة عالمية بحجم روسيا وميليشيات متعددة»، محذراً من وجود خطر حقيقي أن يتمكن النظام وحلفائه من التقدم في حلب في ظل اختلال موازين القوى.

وشدد سارة على أن تغيير الوضع القائم «يحتاج توفر إرادة دولية لمعالجة الوضع على مستوى المنظمات كالأمم المتحدة وعلى مستوى الدول لا سيما المركزية كروسيا والولايات المتحدة».

وعن حلفاء الشعب السوري قال سارة: «لا يمكن القول أنهم خذلونا لكنهم قصروا في الدعم السياسي والاجتماعي الإنساني والعسكري».