خالد أحمد الطراح

منذ أكثر من شهر، ووسائل الإعلام تنقل ما يجري في هيئة التعليم التطبيقي والتدريب في ما يتعلّق بالشعب المغلقة والطلبة الذين على أبواب التخرج، وتصريح عميد كلية التربية «بعدم وجود ميزانية»، مما أدى إلى التصعيد من الطلبة، فيما لم تخرج إدارة التطبيقي ببيان بالمشكلة سوى قبل أيام بعد تدخل الأخوة النواب في الموضوع الذي يبدو أنه مفتعل!

«التطبيقي» مؤسسة أكاديمية باتت تتقاذفها الأمواج بزيادة وحدة منذ مجيء المدير العام الجديد، بسبب سياسة المساومات والترضيات والانفراد بالقرارات، والقفز على القوانين، كتعيين مساعدي نواب المدير قبل البت في تعيين نواب المدير، وهو ما أوقفه الأخ وزير التربية، ولكن تداعيات وقف الميزانية العام الماضي لا تبرر إغلاقاً وهمياً للشعب طالما صرح المدير العام، بعد أن أصبحت قضية الطلبة قضية رأي عام، بأنه تم «فتح باب التسجيل لفئتي الخريجين والمتوقع تخرجهم للفصل الدراسي الأول، وتم فتح التسجيل المبكر في مارس وأبريل أيضاً لمصلحة الطلبة».

يبدو أننا أمام سيناريو بطولات ليست أكاديمية وإنما بطولات ذات طابع شخصاني، بسبب الإفراط ربما في الثقة بالنفس والنظر إلى مصالح بعيدة تحقق مناصب ربما أكبر من مدير عام «التطبيقي»، والسبب أن كل المفاتيح كانت وما زالت، بما في ذلك المعلومات والبيانات للخريجين وتداعيات وقف الميزانية للعام الماضي، لدى المدير العام الذي كان يفترض أن ينتبه إليها قبل الاهتمام بالترقيات والتعيينات، خصوصاً ترشيح مساعدي نواب المدير العام، بينما مناصب النواب تشكل فراغاً إدارياً منذ فترة طويلة، ورفض ديوان الخدمة المدنية لأسماء المرشحين، الأمر الذي دفع بالنائب خليل أبل بتوجيه سؤال برلماني حول آلية اختيار المرشحين للمناصب الإشرافية، وهو ما سيكشف حقيقة حجم التدخلات والتجاوزات إن وجدت.

هيئة التعليم التطبيقي والتدريب أصبحت سفينة تبحر بين تلاطم أمواج مصالح وتشابك في الاختصاصات وضعف القرارات التي يفترض أن تتم وفقاً لمعايير علمية وأكاديمية بحتة، مما اثار انتقاد بعض الأخوة النواب الأفاضل أثناء مناقشة أزمة الشعب المغلقة المفتعلة في جلسة الثلاثاء 2016/5/10، حتى يأتي بعدها المدير العام بحل سحري ويصبح القبطان المنقذ لسفينة أبحرت من دون بوصلة تحدد اتجاهات الإدارة والأهداف!

اللوم يقع على المدير العام، كونه الوحيد المنفرد حالياً بالإدارة، وهو يتحمل أيضاً عدم منح أولوية وقف استنزاف الميزانية في الإضافي والتفرغ العلمي لمن لا يستحق أكاديمياً والشهادات المزوّرة، علاوة على المماطلة في حسم فصل التدريب عن التعليم التطبيقي الذي أشبع من الدراسة منذ أيام الفريق الكندي واللجنة التي تم تشكيلها برئاسة الأخ الدكتور فيصل الشريفي وهو من الشخصيات المميزة أكاديمياً ومهنياً وأدبياً.

«احترام الذات لا غير هو الذي ينتزع احترام الآخرين». (دوستويفسكي).

&

&