&عمرو عبد السميع

وسط الأتون المستعر للقتال فى سوريا والعراق والذى يحمل عنوان الحرب على داعش، أستطيع تحديد مسارين لافتين للحرب لا يحفلان ـ كثيرا ـ بالتنظيم الإسلامى المتوحش ومحاولة طرده، بمقدار ما يحاولان تحقيق أهداف أطراف أخري، المسار الأول هو تحرك قوات سوريا الديمقراطية إلى شمال الرقة (عاصمة التنظيم)، وإعلانها عن نيتها التحرك إلى شمال شرق حلب بما يعنى احتمال الاستيلاء على بلدة (عفرين) السورية ووصل المناطق التى أعلنها الأكراد للحكم الذاتى فى سوريا لمناطق حكمهم الذاتى فى العراق، وبما أهاج أعصاب تركيا التى تزايدت أرجحية نشأة كيان كردى على حدودها، فراحت تقصف تلك الحدود بالمدفعية، وتدفع بقوات من (حركة أحرار الشام) عبر الأراضى التركية، ومن ريف إدلب ريف حلب، بالإضافة إلى حشد قوات من التركمان لتنضم إلى أحرار الشام، يعنى تركيا والمنظمات العميلة لها تحاول حسم المعركة ضد الأكراد (قوات سوريا الديمقراطية) على الشريط الحدودي، والأكراد ـ فى ذلك ـ يعتصمون بحلف عقدوه مع بعض عشائر السنة، وانضم أربعة آلاف مقاتل سنى بموجبه إلى قوات سوريا الديمقراطية وبما ينفى نظريا ـ أن هدف الأكراد هو الانفصال بدولتهم.&

أما المسار الثانى (الأمريكي)، فهو الذى راحت واشنطن عبره، تزويد قوات سوريا الديمقراطية بأسلحة أمريكية متطورة، وترافق ذلك مع زيارة جوى فوتيل قائد القوات الأمريكية بالشرق الأوسط ولقاءاته منذ أيام عشرة مع القوات الأمريكية الخاصة والمستشارين العسكريين الأمريكيين فى سوريا، وتحفيزهم للهجوم على الرقة، وبما سيؤدى أوتوماتيكيا إلى تخفيف ضغط داعش وإمداداته على عملية تحرير الفلوجة العراقية.&

إذن.. المساران ليسا لغرض هزيمة داعش وتحقيق وحدة سوريا، وإنما هى لخدمة أغراض أطراف أخرى وتحقيق اقتطاعها أجزاء من التراب السورى أو الأرض العراقية، لأن تركيا ترغب فى السيطرة على الشمال السورى ولا تريد حكما ذاتيا للأكراد فيه، وأمريكا تريد إفساح الطريق لإيران بأن تحقق عبر قوات الحشد الشعبى (الشيعية) التى تهاجم الفلوجة الآن، سيطرة أكبر على الأراضى العراقية وإخضاعا أكبر للطائفة السنية فى واحد من معاقلها الأساسية فى العراق.. وكل يغنى على ليلاه.