&محمد صالح صدقيان

& أقصى وزير الخارجة الإيراني محمد جواد ظريف مساعده للشؤون العربية والأفريقية حسين أمير عبد اللهيان، المقرّب من «الحرس الثوري»، وعيّن مكانه الناطق باسم الوزارة حسين جابري أنصاري الذي يُعتبر «صديقاً» للدول العربية.

وعيّن ظريف بهرام قاسمي ناطقاً باسم الوزارة ورئيساً لمركز الديبلوماسية العامة والإعلامية فيها، ومحمد كاظم سجاد بور رئيساً لمركز الدراسات السياسية والدولية التابع للوزارة. وكان قاسمي سفيراً لإيران لدى إرلندا وإيطاليا وإسبانيا، ومديراً عاماً لدائرة أوروبا الغربية في الخارجية. أما سجاد بور فكان أستاذاً في كلية العلاقات الدولية، ومندوباً لطهران لدى الأمم المتحدة في جنيف، ومديراً عاماً لمركز الدراسات السياسية والدولية، ومستشاراً لوزير الخارجية للشؤون الاستراتيجية. وعيّن ظريف عبد اللهيان مستشاراً له، علماً أن الأخير يُعتبر مقرباً من «الحرس الثوري»، وأمسك الملفين السوري واللبناني، إضافة إلى العلاقات الإيرانية – العربية، طيلة العقد الماضي.

وجابري أنصاري الذي يحمل شهادة دكتوراه في العلوم السياسية، هو من الموظفين المخضرمين في الوزارة، اذ عمِل في سفارتَي إيران لدى سورية وليبيا، ثم في مركز الدراسات السياسية والدولية التابع للوزارة، حيث أشرف على دائرة دراسات الشرق الأوسط والخليج. كما عمِل في مركز الدراسات الاستراتيجية التابع لمجلس تشخيص مصلحة النظام، والذي رأسه حسن روحاني قبل انتخابه رئيساً عام 2013. وكان عُيِّن العام الماضي ناطقاً باسم الخارجية، خلفاً لمرضية أفخم التي عُيِّنت سفيرة لدى ماليزيا. وإذا صحّت معلومات أفادت بمشاركة جابري أنصاري في لقاء ظريف ووزير الخارجية الأميركي جون كيري في أوسلو الأسبوع الماضي، والذي نوقش خلاله الملف السوري، يتّضح أن إقصاء عبد اللهيان ينسجم مع هذا التطور. وتصف أوساط إيرانية جابري أنصاري بأنه «صديق للدول العربية»، اذ يجيد اللغة العربية بطلاقة، كتابة وتحدثاً، كما يتميّز باعتداله إزاء القضايا والتطورات التي تمرّ بها إيران والمنطقة، ويؤيد فكرة ترطيب الأجواء مع الدول العربية. ومنذ تسلّمه حقيبة الخارجية عام 2013، لم يجرؤ ظريف على إبعاد عبد اللهيان، على رغم إجرائه تغييرات واسعة في الوزارة، اذ كان مساعده منغمساً في إدارة الملفين السوري واللبناني، ثم اليمني، بحكم ارتباط هذه الملفات بقسم الدول العربية والأفريقية الذي كان يرأسه في الوزارة، وقربه من «الحرس الثوري». وبدأ همس عن إقصائه، منذ إبرام إيران والدول الست الاتفاق النووي في 14 تموز (يوليو) 2015، اذ أُشيع آنذاك عن تعيينه سفيراً لدى سلطنة عُمان. ويؤشر إبعاد عبد اللهيان إلى رغبة ظريف في إفساح المجال أمام جهود فتح صفحة جديدة في العلاقات مع الدول العربية والخليجية، بعد نجاحه في إبرام الاتفاق النووي. وفي إشارة إلى معارضة الأصوليين إقصاء عبد اللهيان، عنونت وكالة «بسيج نيوز» للأنباء التابعة لميليشيا «الباسيج» (متطوعي الحرس) «وفي نهاية المطاف ظريف يعزل عبد اللهيان». على صعيد آخر، أعلن الناطق باسم القضاء في إيران غلام حسين محسني إيجئي ان «مسؤولين» سيخضعون لتحقيق «حول احتمال تقصيرهم وتقاعسهم عن أداء واجباتهم» في حماية السفارة السعودية في طهران عند التعرّض لها. وأكد أن «القضاء سيحاسبهم، اذا «ثبُت» ذلك.