&جاسر عبدالعزيز الجاسر

تمادى تنظيم داعش الإرهابي وتعرَّى تماماً نازعاً كل الأوراق والأسمال التي كان يتخفّى خلفها بادّعائه انتماءه للإسلام والمسلمين، فالذي فعله ذئاب داعش المتوحشون خلال العشر الأخيرة من رمضان المبارك من جرائم إرهابية يندى لها جبين كل إنسان وكل مسلم مؤمن والتي كان آخرها محاولة قتل المصلين في ثاني بقعة مقدسة لدى المسلمين المسجد النبوي الشريف، دليل قاطع على أن هؤلاء المجرمين لا علاقة لهم بالإسلام والمسلمين، بل هم أعداء أشرار واضحون أعمالهم الإجرامية تفضحهم وتدين كل من يتعاطف معهم.

بعد استهداف الآمنين في منازلهم وفي الأسواق وفي المساجد وصلت بهم الدناءة إلى استهداف المسجد النبوي الشريف ومحاولة قتل أكبر عدد من المصلين بعد إفطارهم وبعد صلاة المغرب، حيث كان المجرم الإرهابي قد وقّت لتنفيذ جريمته النكراء عند نطق الإمام التسليمة الأخيرة من الصلاة، وكان ينتظر خروج المصلين من المسجد النبوي لإيقاع أكبر عدد من الضحايا، إلا أن يقظة رجال الأمن السعودي الباسلين الذين نذروا أنفسهم للدفاع عن الوطن وحماية المسلمين والمواطنين بعد الله كانوا له ولنظرائه الإرهابيين في غير مكان فتمكّنوا منه ومنعوه من تجاوز المنطقة التي يمثّل دخول إرهابي لها خطراً محدقاً بالمصلين فما كان منه إلا أن فجَّر نفسه في وسط الجنود البواسل الذين كانوا يتناولون فطورهم بعد صيامهم جامعين الإيمان وأداء واجب تأمين الحماية للمسلمين المصلين، ليذهبوا شهداء عند ربهم مكرّمين إن شاء الله، بينما يذهب هذا الهالك الانتحاري إلى جهنم جزاء فعلته الآثمة.

نجاح رجال الأمن السعودي في إحباط تخطيط داعش الإرهابي الذي كان يستهدف إيقاع أكبر عدد من القتلى في صفوف المصلين بالمسجد النبوي الشريف تزامن مع إحباط وإفشال عمل إرهابي آخر لداعشيين آخرين كانوا يستهدفون مسجداً في محافظة القطيف في المنطقة الشرقية، وقبل ذلك، وفي فجر نفس اليوم «يوم الاثنين»، أفشل رجال الأمن السعودي اليقظون هجوماً انتحارياً على القنصلية الأمريكية في جدة.

إحباط وإفشال ثلاثة أعمال إرهابية إجرامية كانت موجهة إحداها إلى أقدس الأماكن الإسلامية بعد المسجد الحرام، ولمسجد في القطيف لإشعال الفتنة الطائفية وثالث لاستهداف مقر بعثة دبلوماسية أجنبية لإظهار عدم قدرة الأمن السعودي على تأمين حماية ضيوف المملكة من الدبلوماسيين والزائرين.. جميع هذه الأحداث أحبطها رجال الأمن السعودي الذين يسطِّرون صوراً رائعة من الإنجازات والبطولات ويقومون بواجبهم في حماية هذا البلد الأمين بتوفيق من الله وبتوجيه منه الذي أنار بصيرتهم وقوّى الإيمان في قلوبهم.

إن هذه الإنجازات الأمنية التي تُضاف للسجل الرائع للأجهزة الأمنية السعودية لتؤكّد العديد من الدلائل، من أهمها أن الله جلّت قدرته يحمي هذا البلد الأمين، وثانياً أن هذا الوطن لديه من رجاله السعوديين القادرين بعون من الله وتوفيقه على توفير الحماية والأمن لمقدسات المسلمين وأنهم لم يتوانوا في التضحية بأنفسهم لتحقيق هذا الهدف الشرعي النبيل، وأخيراً تؤكّد أحداث الاثنين أن تنظيم داعش يمارس رعاش الموت الأخيرة، وما تصعيد أعماله الإجرامية واستهداف أقدس بقاع المسلمين إلا تأكيد على وصول وحوش وذئاب داعش إلى حالة من اليأس تدفعهم لارتكاب مثل هذه الجرائم.