عزة السبيعي

صدر يوم الجمعة الماضية، لكن&ه لم يحظ باهتمام في مواقع التواصل، وربما الإعلام بسبب الانقلاب التركي الفاشل. لا شك أن هذه النقطة تشير إلى خلل مجتمعي كبير لا بد من أن نراجعه جميعاً، فقضايانا تتراجع أمام قضايا غيرنا، واهتماماتنا عابرة للحدود في الوقت الذي نحتاج فيه للتركيز على الشأن الداخلي.

لا شك أن الأفراد في أي مجتمع تقودهم مؤسسات الدولة ومثقفوها، والذين يبدو أنهم أنفسهم يحتاجون إلى إعادة توجيه ورسم خطط اهتمام.

على كل حال التقرير متاح في الإنترنت، والذي يبدو من لغته أنه يترك الباب مفتوحاً لأي تحقيقات أخرى، خاصة أنه يشير إلى أشخاص بعينهم تورطوا في تحويلات مالية، لكن لا توجد علاقة رسمية بينهم وبين السعودية كمسؤولين فيها، لكنهم سعوديون على كل حال، وستجد مكاتب المحاماة طريقة لإجبارهم على تعويض أسر الضحايا، فهذه أمور من السهولة بمكان لديهم.

التقرير لم يتحدث عن طيبة قلوبنا وكرمنا ورغبتنا في مساعدة أشقائنا المنكوبين في كل مكان، لكنه كشف عن بساطة تفكير السعودي وسهولة خداعه من أشخاص لا يعرفهم قام بتحويل ملايين لهم لا يتصور معها حسن نية خاصة مع العقلية الغربية، أضف أن التحويلات نشطت بعد ظهور القاعدة وتهديداتها للعالم والسعودية خاصة، فكيف لم نفكر باحتمالية ذهاب المال إليهم؟
في الحقيقة ربما نجد بعد عدة سنوات تقريرا آخر عن تبرعات سعودية ذهبت إلى داعش، وتستمر حلقات الابتزاز، وهو ليس ذنب أحد بقدر ما هو ذنبنا كشعب لديه مبادئ تبدو غير متجانسة مع مبادئ القرآن الذي يأمر بالصدقة للأقارب أو أهل البلد وهم كثر، فمن المعيب أن نقرأ تبرعات بالملايين عابرة للمحيط، ولدينا عدد كبير مساجين الدين وبيوت متهالكة، بل وأقارب لا يجدون قوت يومهم.

كذلك مساعدة الدولة في تحسين وضع المدارس والجامعات ببناء القاعات والمكتبات فيها أو في الأحياء، ولا أظن أن الدولة لديها أي مانع لوضع اسم المتبرع عليها، بل ومنحه نظير كرمه امتيازات معينة.

لا أشك أن كل من ذكروا في التقرير بالإشارة أو التعريف كانت نواياهم طيبة، لكن النوايا الطيبة لا روائح لها ولا أدلة عليها.
&