&عاطف الغمري

التقارير الموثقة الصادرة عن مؤسسات أكاديمية، أو أجهزة أمنية، تقدم حقائق صادمة، يتجاهلها الإعلام في بلادهم. فهي تخالف تماماً ما دأب الإعلام أو المسؤولون على ترديده عن الإرهاب، ومحاولة إضفاء صفة الإسلام عليه.

بينما تقول هذه البيانات إن من بين 2400 هجوم إرهابي، وقع على الأرض الأمريكية، فإن 60 منها فقط، ارتكبها مسلمون.

جامعة برينستون العريقة، درست الظاهرة، بناء على بيانات مكتب التحقيقات الفيدرالي. وقالت طبقاً لهذه البيانات فإن الهجمات الإرهابية التي ارتكبها متطرفون يهود في الولايات المتحدة، يزيد عددها على ما ارتكبه مسلمون متطرفون (أي 7% مقابل 6%). وأن هؤلاء اليهود برروا أفعالهم بوازع ديني، مثلما فعل تنظيم «القاعدة» في ادعاءاته. وكان تقرير لمكتب التحقيقات الفيدرالي قد أوضح أن نسبة صغيرة فقط من الهجمات الإرهابية التي وقعت في أمريكا، في الفترة من 1980 2005، ارتكبها مسلمون.

كذلك نشرت صحيفة «يو إس نيوز آند وورلد ريبورت»، بيانات نقلاً عن «مركز Triagleلدراسات الإرهاب والأمن الداخلي»، تقول إن أكثر من 300 شخص قتلوا نتيجة عنف سياسي، أو إطلاق نار جماعي، من بعد الحادي عشر من سبتمبر/أيلول 2001، وأن 33 شخصاً فقط منهم سقطوا ضحايا على يد مسلمين أمريكيين. وأن 51 من بين 200 ممن ارتكبوا هذه الأعمال هم أمريكيون من أصول عربية.

وفي دراسة للبروفسور تشارلز كيرزمان، أستاذ العلوم الاجتماعية بجامعة نورث كارولينا، قال إن من تحولوا من المسلمين الأمريكيين إلى الإرهاب، هم عينة صغيرة العدد. وحين نرصد الهجمات الإرهابية على يد مسلمين. فنحن نستبعد من حساباتنا جماعات ليست مسلمة مثل كوكلوكس كلان، ورعد صهيون، وكارتل ميدلين للمخدرات، ورابطة الدفع اليهودية، ومنظمة 19 مايو الشيوعية، والمقاومة اليهودية المسلحة، وجبهة تحرير المثليين، وحليقي الرؤوس دعاة الرايخ الرابع، وغيرهم. وكلها جماعات إرهابية.

وينشر مركز The World Portالأمريكي للدراسات، تقريراً بعنوان «المسلمون ليسوا إرهابيين: نظرة واقعية للإرهاب والإسلام»، يقول في كل مرة يطلق فيها رصاص إرهابي فإن المسلمين ينظرون للخبر بقلق شديد، ويدعون الله ألا يكون مرتكبه مسلماً. خاصة مع ظهور تغطيات إعلامية مشحونة بالكراهية للمسلمين.

ويقول المركز ما دام الذين يمارسون الإرهاب، منهم يهود، ومسيحيون، ومسلمون، فلا يمكن إلقاء اللوم على الديانة اليهودية، أو المسيحية، أو الإسلامية، لأن من يرتكب جرائم الإرهاب هم مجرمون.

نفس التقديرات اتفقت معها بشكل عام بيانات أوروبية، قالت إن أكثر من ألف هجوم إرهابي وقع في أوروبا في السنوات الخمس الأخيرة، كانت نسبة المسلمين بين من ارتكبوها، أقل من 2%.

هذه البيانات مسجلة في تقارير أمنية، ودراسات لمراكز متخصصة في دول غربية، ومع ذلك تتصاعد في نفس هذه الدول ممارسات دعائية تنحرف عن مضمون هذه الحقائق، وتصنع موجات من التشويه لكل المسلمين، حين تصنف جرائم «داعش»، أو القاعدة أو غيرها، بكلمة إرهاب إسلامي. وتغفل ما هو متوافر لديهم من معلومات موثقة، عن حجم الهجمات الإرهابية التي يقوم بها متطرفون ليسوا مسلمين.

إلى متى تظل أبواق الإعلام الغربي تتجاهل ما ينشر عندها، من معلومات موثقة وتركز على كل ما يشوه عالمنا العربي؟