&مكرم محمد أحمد

بعد اتفاق الروس والامريكيين على القيام بعمليات قتال مشتركة ضد جبهة النصرة، التنظيم التابع للقاعدة الذى يعمل فى شمال سوريا،

أعلنت جبهة النصرة على لسان رئيسها محمد الجولانى انها غيرت اسمها إلى جبهة فتح الشام، وتوافقت مع تنظيم القاعدة على اعلان انفصالها عن التنظيم بموافقة ومباركة أيمن الظواهرى زعيم تنظيم القاعدة!!، بدعوى ان هذه الخطوة تم اتخاذها لصالح الاسلام والمسلمين!، وقد اعلنت كل من روسيا والولايات المتحدة رفضها للبيان الذى اعلنه محمد الجولانى الذى ظهرللمرة الأولى كاشفا وجهه فى محاولة لتأكيد ان الجبهة فى طورها الجديد وتحت اسمها الجديد تنتمى إلى تيارات المعارضة السورية المعتدلة، الامر الذى رفضته كل من الولايات المتحدة وروسيا اللتين تعتبران جبهة النصرة تنظيما إرهابيا.

وتحاول الولايات المتحدة تكييف مواقفها مع التطور المهم الذى طرأ على الموقف فى حلب بسقوط الجزء الشرقى من المدينة تحت سلطة الجيش السورى بمعاونة اساسية من القوات الجوية الروسية، لكن واشنطن اشترطت لتنفيذ اتفاقها مع موسكو حول القيام بعمليات قتال مشتركة ضد جبهة النصرة توقف الروس تماما عن اي عمليات هجومية فى جبهة حلب، وجدية التزام موسكو بفتح الممرات الانسانية الثلاثة امام 300الف سورى لايزالون محتجزين فى حلب الشرقية، واخضاع هذه الممرات لاشراف الامم المتحدة لضمان الالتزام الحقيقى بوقف العمليات العدوانية، ويتوقع المراقبون ان يؤدى جدية التزام موسكو بوضع الممرات الثلاثة تحت إشراف الامم المتحدة إلى المزيد من التعاون الروسى الامريكى الذى يقلص سطوة جبهة النصرة ويفتح الطريق لإنهاء الحرب الاهلية السورية.

فى نفس السياق، عرض المبعوث الدولى استيفان دى ميستورا على موسكو ترك الممرات الثلاثة لتديرها الامم المتحدة بعد تصريحات نائب وزير الدفاع الروسى اناتولى انطونوف التى أكد فيها ان موسكو مستعدة لفعل كل فى وسعها لمساعدة المدنيين المسالمين والمسلحين الراغبين فى تسليم اسلحتهم على استخدام الممرات الثلاثة، لان كل ما يهم موسكو هو منع تدفق الاسلحة من جديد إلى المنطقة الشرقية من حلب، وتؤكد المؤشرات ان اتفاق الروس والامريكيين على قتال جبهة النصرة يشكل خطوة مهمة لانهاء الحرب الاهلية السورية خاصة بعد ان استولى الجيش السورى على كامل مدينة حلب.