&&خالد السليمان

تكهنات نتائج الانتخابات في أمريكا اليوم تذكرني بتكهنات نتائج انتخابات عام ٢٠٠٤م، عندما واجه الرئيس بيل كلينتون معركة إعادة انتخابه أمام السيناتور الجمهوري المخضرم بوب دول، إذ ساد شعور عام في وسائل الإعلام الأمريكية بأن المرشح الجمهوري لا يملك فرصة حقيقية لهزيمة منافسه الديموقراطي!

في ٢٠٠٤م، لم يكن فوز بوب دول، لو تحققت المفاجأة ليقلق أحدا، فالسيناتور الجمهوري العتيد رجل سياسة مهذب ومتمرس، لكن الأمر مختلف هذا العام، فرغم أن معظم الأمريكيين الذين قابلتهم هذا الشهر ومنهم صحفيون وناشطون اجتماعيون يستبعدون احتمالية فوز دونالد ترامب بالانتخابات الرئاسية، إلا أن المفاجأة واردة بسبب تدني شعبية ومستوى الثقة بمنافسته هيلاري كلينتون، التي قد تدين في النهاية لمنافسها بفضل فوزها بسبب نفور غالبية الأمريكيين من فكرة وجود شخص فضيع مثل ترامب داخل المكتب البيضاوي!.

صحفية أمريكية سألتني هل يشعر السعوديون بالقلق من فكرة فوز ترامب بسباق الرئاسة، ففاجأها جوابي، إن هناك سعوديين يريدون فوز ترامب كي تصبح العلاقة مع أمريكا أكثر وضوحا وصراحة، وذكرت لها أن لدينا شعورا متزايدا بالإحباط والمرارة من سياسات الإدارة الأمريكية الضبابية تجاه حلفائها في المنطقة، كما أن هناك سعوديين كثر لا يفهمون سر الاندفاع الأمريكي نحو إيران، رغم تاريخها العدائي وإسهامها في خلق الفوضى بالمنطقة واستهدافها المصالح الأمريكية فيما تدير ظهرها لحلفائها التقليديين الذين يساهمون بفاعلية في الحرب على الإرهاب وينهجون سياسة تعمل على استقرار المنطقة!.

غالبا يبدو فوز كلينتون محسوما، لكن تغير السياسة الضبابية مع تغير الإدارة الأمريكية لا يبدو مضمونا، فأمريكا نفسها تبدو في حالة مخاض، تغيير في مسلماتها السياسية التقليدية وقواعد سن سياساتها وصناعة سياسييها!.