جهاد الخازن

سجلت قبل أيام أن مجرم الحرب بنيامين نتانياهو يواجه تحقيقاً في قضيتين، الأولى تلقي هدايا ثمينة من أصدقاء والثانية عن مفاوضاته مع ناشر «يديعوت أخرونوت» لتخفيف عدائها له، مقابل فوائد مالية للناشر. الآن أقرأ في الصحف الإسرائيلية أن هناك قضيتَيْن أخريين ضده، واحدة تتعلق بصفقة شراء غواصات من ألمانيا والأخرى لا تزال طي الكتمان. في إسرائيل القضايا الأربع أسماؤها قضية الألف وقضية الألفين وقضية الثلاثة آلاف وقضية الأربعة آلاف.

نتانياهو نفسه فضيحة، و57 في المئة من الإسرائيليين في استطلاع للرأي العام نشرته «معاريف» قالوا إن التهم الموجهة إلى نتانياهو لها أساس من الصحة. هذا الإرهابي كان وراء قتل 2200 فلسطيني، بينهم 517 طفلاً، في قطاع غزة قبل سنتين، وهو يقتل فلسطينياً أو أكثر يوماً بعد يوم، وحكومته قبل أيام أعلنت العزم على بناء 560 وحدة سكنية جديدة في القدس الشرقية و2500 وحدة سكنية في الضفة الغربية. القدس واحدة، وهي مدينة فلسطينية، والوجود الإسرائيلي في شرقها أو غربها احتلال وإرهاب.

ما سبق لم يمنع الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب من الاتصال بنتانياهو ودعوته إلى زيارة واشنطن الشهر المقبل لإجراء مفاوضات. ترامب قال عن الاتصال الهاتفي إنه كان طيباً. ونتانياهو قال إنه تبادل مع ترامب «حديثاً دافئاً جداً». سيكون نتانياهو أكثر دفئاً في نار جهنم.

ترامب وعد خلال حملة الانتخابات، وكرر بعد فوزه التزامه نقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس. هذا الوعد شجع الإرهابي بنيامين نتانياهو على اقتراح «دويلة» للفلسطينيين.

عصابة إسرائيل في الولايات المتحدة، وكثيرون من أعضائها يكتبون في مؤسسة واشنطن لسياسة الشرق الأوسط، يريدون من الإدارة إجراءات أخرى. قرأت مقالاً كتبه جيمس جيفري ودنيس روس عنوانه «مبادئ عامة لقيادة السياسة الأميركية في الشرق الأوسط». المقال من الوقاحة أن يقول لإدارة أقوى دولة في العالم ما تريد إسرائيل. وفي حين لا أعرف المدعو جيفري ولا أريد أن أعرفه، فقد تابعت عمل روس مبعوثاً للسلام في الشرق الأوسط، وبعد ذلك، وأجده إسرائيلياً قبل أن يكون أميركياً.

عصابة الحرب والشر الليكودية الأميركية تريد:

- احتواء إيران والجماعات الشيعية المؤيدة لها.

- هزم الدولة الإسلامية.

- مقاومة الجماعات الراديكالية السنيّة الأخرى.

- صيانة التحالف مع الشركاء.

- استخدام القوة العسكرية الأميركية بحذر.

- التفكير في ممارسة القوة الحاسمة مع الاقتصاد والقوة الناعمة.

إذا ترجمت ما سبق إلى لغتي ولغة القارئ العربي، فكل نقطة سابقة تصب في مصلحة إسرائيل، وأمثال روس يقدمون المصلحة الإسرائيلية على مصالح الولايات المتحدة مع 22 دولة عربية. إسرائيل الآن تتلقى مساعدة سنوية، عسكرية واقتصادية، قيمتها 3.8 بليون دولار في السنة للسنوات العشر المقبلة، مقابل أقل من بليوني دولار في السنة لمصر والأردن مقابل البقاء في معاهدتي سلام مع إسرائيل.

هل يعرف القارئ أن هناك تقريراً إسرائيلياً عن حرب صيف 2014، لا بد أن يُنشر بعضه أو أكثره قريباً، والمعلومات الأولية تقول إنه يدين نتانياهو ووزير الدفاع الإسرائيلي في ذلك الوقت موشي يعالون لعدم الاستعداد لمواجهة حفر الأنفاق من قطاع غزة إلى إسرائيل (أي فلسطين المحتلة) ولعدم شرح الوضع لأعضاء ما يُسمى الحكومة الأمنية.

هل يريد القارئ مزيداً؟ نتانياهو والإرهابي الآخر عضو حكومته نفتالي بنيت، وهو من أصل أميركي، اختلفا علناً لأن الحكومة الأمنية لم تضم مستوطنة معالي أوديم إلى إسرائيل. بنيت وزير التعليم ويرأس حزب البيت اليهودي. بيت بنيت في الولايات المتحدة وبيت الأشكناز في جبال القوقاز، وفلسطين المحتلة للفلسطينيين.