عمرو عبد السميع

آخر التصريحات القطرية الاستفزازية التى تطلقها قطر بخفة وانعدام مسئولية، كان ما تفوه به محمد بن عبدالرحمن وزير خارجية الدوحة، حين راح يبرر احتضان بلاده للشيخ يوسف القرضاوى رئيس ما يسمى «الاتحاد العالمى لعلماء المسلمين»، ويقول إن بلاده لن تسلم يوسف القرضاوى لمصر، وهو ليس إرهابيا ولكنه معارض له وجهة نظر، وأضاف أن قطر لا تسمح للإخوان بالقيام بأيه أنشطة سياسية أو أن يتخذوا من قطر منطلقا لإيذاء دولهم.. 

هذا هو نموذج لاستمراء الخداع، والرغبة فى مواصلة التآمر على دول المنطقة، فمن قطر جاء يوسف القرضاوى ليؤم صلاة إحدى الجمع الصاخبة فى ميدان التحرير إبان عملية يناير، وأطلق فيها خطبة سياسية تحريضية كبري، وذلك عمل أتاه الشيخ الإخوانى لتشجيع وحشد إرهابيى الإخوان الذين سيطروا على عملية يناير منذ أيامها الأولي. 

وزير الخارجية القطرى يبدو أنه لا يعتبر التحريض على الفوضى وإسقاط النظم السياسية والاشتراك فى إحراق ونسف مقار حكومية ومركبات عسكرية عملا إرهابيا.. ثم إننى أود من وزير الخارجية القطرى أن يعلن موازنة ما يسمى «الاتحاد العالمى لعلماء المسلمين» لنعرف جميعا كيف كان ذلك الاتحاد أنبوبا تتدفق منه الأموال الطائلة إلى إرهابيين أو جماعات إرهابية.. وقد كان من السخف الشديد الكلام عن أن قطر لا تسمح للإخوان بالقيام بأى أنشطة سياسية أو أن يتخذوا من قطر منطلقا لإيذاء دولهم، فالدولة القطرية ذاتها تقوم بدعم الإرهاب وقد ضُبطت غير مرة متلبسة بذلك، فإذا كانت قطر إرهابية فلا معنى للدفاع عمن تحتضنهم والقول بأنها ستواجههم إذا زاولوا أى عمل سياسى ضد دولهم. 

إن ما يسمى «الاتحاد العالمى لعلماء المسلمين» يعطى ما يسمى غطاء شرعيا وعقيديا للمواقف السياسية التى تورطت فيها قطر أو من تحتضنهم من داعمى الإرهاب، ومن ذلك ـ مثلا ـ تصريح أمين ذلك الاتحاد منذ أيام بأن ما وصفه بحصار السعودية والإمارات والبحرين ومصر للدولة القطرية تضمن ارتكاب (11) معصية كبري.. دول المقاطعة اتخذت إجراءاتها ضد قطر لأنها تدعم الإرهاب بقول واحد، فلا داعى للكلام عن المعاصى التى ارتكبتها دول تدافع عن نفسها.