صلاح الجودر
ذكرت شبكة تلفزيون سلكي (Cable News Network) التي تأسست عام 1980م على يد (تد تورنر وريس تشكونفيلد) عن بعض المصادر الأمريكية بأن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يخطط لألغاء الاتفاق النووي بين أمريكا والقوى الغربية مع إيران والذي ابرم في يونية 2015م بعهد الرئيس السابق باراك أوباما باتفاق مجموعة 1+5 النووي.
وقالت تلك المصادر بأن الرئيس ترامب من أشد المعارضين للاتفاق النووي مع ايران حتى قبل دخوله البيت الأبيض، وأنه سيسحب الثقة من الاتفاق النووي الإيراني والسبب أن (طهران لا تحترم التزاماتها بموجب الاتفاق)، وأضاف كذلك بأنها لا تحتم (روح) الاتفاق، وأنه أمهل الكونجرس الامريكي لمراجعة الاتفاق إلى يوم الخامس عشر من أكتوبر الحالي موعدًا لتحديد الموقف النهائي، وفي حال إلغائه - وهذا محتمل وبشكل كبير لأن نسبة كبيرة من أعضائه الديمقراطيين يعارضونه- فإن البيت الأبيض سيدفعه الى الكونجرس لإقراره في مدة لا تتجاوز الستين يوما، إذ سيسحب الثقة من الإتفاق وتعود العلاقات الامريكية الايرانية إلى نقطة الصفر.
ويرى المراقبون بان الكونجرس الأمريكي لن يعيد فرض العقوبات على إيران ولكن سيضغط وبقوة لتقديم تنازلات جديدة من خلال طاولة المفاوضات، مثل الموافقة على فرض قيود على برنامجها الخاص بالصواريخ الباليستية التي تجريها وبشكل متكرر بعد توقيع الاتفاق، والرئيس الامريكي ترامب يرى بأن بلاده لم ولن تكسب شيئًا من هذا الإتفاق الذي ابرم قبل عامين، وقد تحدث عن ذلك في أول خطاب له أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة حيث وصف إيران بالدولة المارقة، ووصف الإتفاق النووي معها بـ(المعيب)، وقد قال عنه اثناء الحملة الانتخابية بأنه (أسوأ اتفاق في تاريخ أمريكا).
إن خطوة الرئيس الامريكي ترامب لإعادة تقييم الملف النووي الإيراني والدفع به الى الكونجرس لتؤكد على انه يسير في اتجاه محاصرة النظام الإيراني وتوابعها من الدول والمنظمات والمليشيات التي تسير في فلك مشروعها التوسعي، فايران خلال العامين الماضيين لم تتوقف عن سلوكها العدائي لدول المنطقة، خاصة لدول الخليج العربي التي ترى التدخلات المباشرة في شؤونها الداخلية من خلال تشكيل ودعم المليشيات الإرهابية.
ورغم قوة الرئيس الامريكي ترامب وصعوبة التنبوأ بردود الفعل لديه إلا أن النظام الإيراني يصر على المواجهة حتى ولو بالقوة العسكرية، وقد ذكرت وكالة تسنيم الإيرانية بأن الرئيس الإيراني روحاني قال بجامعة طهران بمناسبة بدء العام الدراسي: (إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تمكنت من خلال المفاوضات النووية أن تظهر قدراتها السياسية على الصعيد العالمي، وحققنا مكاسب من هذا الاتفاق لا يمكن العودة عنها حتى لو استلم الدفة 10 أمثال ترامب)، وأضاف: (في المفاوضات النووية والاتفاق توصلنا لقضايا ومكاسب لا يمكن الرجوع عنها، لا يمكن لأحد أن يلغي ذلك ترامب أو أي شخص آخر).
من هنا فان الأيام القادمة ستكشف عن مواجهة حقيقة بين النظام الإيراني والإدارة الامريكية وهذا ما أكده الرئيس دونالد ترامب الذي قال: (ستسمعون شيئًا عن إيران قريبًا جدًا).
التعليقات