قينان الغامدي
كل المعطيات تشير إلى أن سقوط «تنظيم الحمدين!» حتمي، وأن دول العالم وفي مقدمتها السعودية حريصة على دولة وشعب قطر، وأن الشعب القطري لن يسمح بالعبث بمقدرات بلاده
ليس أمام «تنظيم الحمدين!» سوى الرضوخ لمطالب دول المقاطعة الأربع، سيما بعد أن طاف مندوب التنظيم وأداته الأبرز«تميم!» عددا من دول العالم باحثا عن أنصار، لكنه عاد بخفي حنين!.
لا توجد دولة في العالم يمكن أن تؤيد دعم الإرهاب والتآمر على استقرار وأمن دول أخرى سوى دولة «تنظيم الولي الفقيه!» في طهران، ومعها تنظيما «الإخوان المسلمين!» و«التنظيم السروري!»، ولعل في هذا ما يوضح تعاطف دعم حزب العدالة التركي لتنظيم الحمدين، فالحزب يمثل تنظيم الإخوان الدولي، لكنه أكثر قدرة على تغطية أهدافه، بعد أن تحقق له الهدف الأكبر وهو حكم تركيا!
«تنظيم الحمدين!» سار وما زال يسير على خطى قدوته «القذافي!»، سواء في التآمر على الرموز والدول،
وإنفاق المليارات على تلك المؤامرات، أو في دعم الإرهاب والإرهابيين وتجنيدهم بالسلاح والمال، أو في إيواء وحماية المطلوبين للعدالة في بلدانهم، أو في اختطاف واغتيال بعض الشخصيات، أو حتى في التهديدات الفارغة بالقتل والدمار، كما فعل مستشار التنظيم الحمدي محمد المسفر منذ أيام حين هدد القبائل القطرية بالإبادة، وكأنه يستعيد مقولة القذافي الشهيرة «من أنتم!»، ولأن قائمة مؤامرات وجرائم «تنظيم القذافي» تند عن الحصر!، فسأكتفي - كمثال - بأحد أبرز تلك الجرائم!، وهي جريمة إسقاط الطائرة الأميركية فوق لوكربي عام 1988، ومقتل جميع ركابها، ثم ما تلا ذلك من عقوبات اقتصادية على ليبيا، أضرت بالناس والوطن هناك على مدار نحو عقدين من الزمن!، ولعل كثيرين يتذكرون ما فعله «تنظيم القذافي!» حيال هذه القضية، ابتداء بالإنكار والتبرؤ، ثم محاولة البحث بين عواصم العالم عن داعم أو نصير، وأخيرا الاعتراف صاغرا بالجريمة، ثم دفع التعويضات التي بلغت نحو مليارين ونصف المليار دولار!
المثال السابق عن جريمة «تنظيم القذافي!» البائد، والأسلوب الذي اتبعه التنظيم القذافي معها، يوضح للراصد، أن «تنظيم الحمدين!» يسير في ذات الطريق والمنهج، ولذلك قلت في بداية مقالي هذا، أنه لا مناص للتنظيم من الرضوخ التام لمطالب دول المقاطعة الأربع، لأن «قذافي الخليج!» بدأ منكرا لمؤامراته ودعمه للإرهاب، مثلما
فعل «قذافي ليبيا!» مع جريمة لوكربي، وبقية السيناريو الذي انتهى بالرضوخ معروف!
«تنظيم الحمدين!»، ومنذ اللحظة الأولى لإعلان المقاطعة، أنكر أي تهمة وجهت إليه، وبعد أن بدأت الوثائق الصوتية والمكتوبة تعلن في وسائل الإعلام والاتصال، بدأ التنظيم يتخبط، فمرة ينكر، وأخرى يعترف جزئيا،
وثالثة يتناسى الأمر ويذهب إلى الحديث عما سببته المقاطعة من أضرار داخلية بالغة!.
الآن وبعد الجولة الدولية الفاشلة لمندوب التنظيم «تميم!»، لم يعد متاحا أمام «تنظيم الحمدين!» سوى الرضوخ للمطالب المشروعة، مثلما فعل «تنظيم القذافي!» مع قضية لوكربي وغيرها من جرائمه، أو انتظار المصير المحتوم للتنظيم الحمدي وواجهته التمثيلية، إذ لن يقبل أحد بقاء تنظيم يفعل ويدعم الإرهاب!.
بقي أن أشير إلى أن «تنظيم الحمدين!» كان فاعلا رئيسا في تحقيق النهاية البشعة التي انتهى بها «تنظيم القذافي!»، ومع أن معظم دول العالم تدرك أن التنظيمين متشابهان، بل كانا متعاونين وشريكين فاعلين في جرائم إرهابية ومؤامراتية كثيرة، إلا أن العقل أرشدهم إلى أن يدعوا الفخار المتآمر يكسر بعضه بعضا!، وقد حدث، إذ استبسل «تنظيم الحمدين!» بماله وعلاقاته وأدواته ومؤامراته حتى أسقط «تنظيم القذافي!» بل وسعى لأن يتم قتله شر قتلة، وإخفاء قبره عن العالم كله!.
الآن «تنظيم الحمدين!» يرسف في وحل مؤامراته ودعمه للإرهاب، ولم يجد قشة تنقذه من هذا الوحل، فالكل تقريبا ممن سعى إليهم للإنقاذ، أجابوه بالمثل العربي الشهير: «يداك أوكتا وفوك نفخ!»، فهل ما زالت هناك فرصة ليختار «تنظيم الحمدين!» نهاية آمنة لأزمته الخانقة، أم أنه سيقتدي بشريكه في التآمر «تنظيم القذافي!» حتى في صورة النهاية!؟
السقوط أحيانا يحدث فجأة وبدون مقدمات، فكيف إذا كانت كل المعطيات تشير إلى أن سقوط «تنظيم الحمدين!» حتمي، وأن دول العالم وفي مقدمتها السعودية حريصة جدا على دولة وشعب قطر، وأن أسرة آل ثاني ومن خلفها الشعب القطري لن يسمحوا بالمزيد من العبث بمقدرات قطر وثرواتها!
في المستقبل القريب جدا، سيدون التاريخ كيف تخلصت دولة قطر من التنظيم المجرم!.
التعليقات