فاروق جويدة

لا يستطيع احد أن يمس مياه مصر .. كان المصريون فى حاجة لسماع هذه الكلمات من رئيسهم لأن كل القضايا يمكن أن يدور حولها الكلام إلا قضية المياه، لأنها قضية حياة أو موت ولهذا كان الرئيس عبدالفتاح السيسى واضحاً وهو يؤكد أن مصر تستطيع حماية حياة شعبها..

ولاشك أن سد النهضة آثار الكثير من الشكوك والظنون خاصة أن المفاوضات بين مصر واثيوبيا والسودان تعثرت فى مراحل كثيرة ولم تصل إلى اتفاق يطمئن جميع الأطراف.. كان توقيت إنشاء السد يدعو للشكوك فى ظروف صعبة عاشتها مصر بعد أحداث 25 يناير.. وكانت عمليات التأجيل والتفاوض تؤكد أن هناك شيئا ما يدبر فى الخفاء ثم كانت قضايا التخزين فى البداية وارتفاع السد ومدة التخزين حين قيل إن الكمية ستكون 14 مليار متر مكعب ثم ارتفعت إلى 70 مليار متر مكعب وبدأ الحديث عن أرقام أخري.. إن الأخطر من ذلك كله أن السد يقام على بعد 40 كيلو مترا من الأراضى السودانية أى أن كل المخاطر التى يمكن أن يتعرض لها السد ستكون فى الأراضى السودانية وكان ينبغى أن يقام السد فى قلب اثيوبيا وليس على أطرافها.. إن كل هذه الأسباب جعلت من السد مشروعا غامضا خاصة أن اثيوبيا تماطل فى كل شىء الآن ابتداءً بتخزين المياه وانتهاء بارتفاع السد وفترات التخزين..

لقد أبدت مصر من البداية تعاونها مع الجانب الاثيوبى فى أن ينمى موارده ولكن بما لا يضر حياة الآخرين خاصة أن قضية المياه لا يمكن أن تكون قضية هامشية.. إن الأخطر من ذلك كله هو مشروعات السدود الجديدة التى تريد اثيوبيا إنشاءها لحجز المزيد من المياه وهذا كله يتعارض مع القوانين الدولية التى تحمى حقوق الشعوب فى مياه الأنهار.. ومن هنا يجب أن تتحرك مصر على المستوى العالمى لطرح القضية وإن كنا قد تأخرنا كثيراً سواء بالنسبة للدول التى أسهمت فى تمويل السد ومنها دول عربية مع الصين وايطاليا أو ما يتعلق بالسدود الجديدة حتى لا نجد أنفسنا مرة أخرى أمام أزمة مياه جديدة.