عبد الله ناصر الفوزان

من أهم عجائب الإدارة الأميركية الكثيرة أنها درجت على استخدام العرب والمسلمين (أضاحي) لتذبحها ببساطة وتقدمها قرابين لبعض الناخبين واليهود، فهي أول إدارة على مستوى العالم على حد علمي تستخدم مصطلح الإرهاب الإسلامي فتجعل الإرهاب خاصية للدين كما أنها أصدرت قراراً بمنع مواطني دول إسلامية كثيرة من دخول الولايات المتحدة لكن أهم تجاوزاتها القبيحة التي تستهين بالعرب والمسلمين وتحتقرهم اعترافها بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقلها السفارة الأميركية لها.

كل الإدارات الأميركية السابقة تضع الخطوة ضمن وعودها لليهود لكنها لا تنفذها لإدراكها حجم خطئها وخطورتها لكن الإدارة الحالية لم تأبه بالعواقب فأرادت ذبح المشاعر والمصالح العربية والإسلامية لتكون قرابين لليهود كي يساعدوها في أزماتها الداخلية الخانقة، لكن هيهات فالقدس ستظل فلسطينية تمثل تعايش الأديان والقضية لن تموت. العرب والمسلمون الآن أمام تحدٍّ كبير وتجاوز غير مسبوق من إدارة غريبة التصرفات والمفروض أن تبذل جهوداً على مستوى الحدث، وأدرك حالة الضعف الذي تمر به الأمتان العربية والإسلامية، لكن من الواضح أن هناك مزاجاً عالمياً رافضاً للقرار وللتصرفات الأميركية المعادية للعرب والمسلمين على وجه العموم لأسباب كثيرة وهي فرصة قد تستطيع معها الدول العربية والإسلامية بجهد دبلوماسي خلاق إقناع الدول التي لم تعترف بعد بالدولة الفلسطينية بالاعتراف بها وإقناع الجميع باعتبار القدس الشرقية عاصمتها وإذا نجحت فأظنها بهذا ستضعف تأثير الخطوة الأميركية وقد ينتهي الأمر بإدراك الإدارة الأميركية أن الأمتين العربية والإسلامية أكبر من أن تكونا فريسة سهلة وقرابين يقدمها للعنصريين واليهود كلُّ راغب في السلطة ليحقق مصلحة شخصية على حساب مئات الملايين.