جمال زايدة

السؤال الذى يجب طرحه قبل زيارة السيد الرئيس للولايات المتحدة هو: ماذا يمكن أن تقدم مصر لواشنطن؟ هذا ما يفهمه صانعو السياسات فى أمريكا .. وهذا ما سوف يجعلهم ينصتون إلى الأجندة المصرية ..

من السهل أن نذهب ولدينا مطالب عديدة وأن نرسل الوفد وراء الآخر بالمزيد من الطلبات، لكن تكمن الصعوبة فى مخاطبتهم بلغتهم بمعنى: كيف يمكن أن تلتقى مصالحنا مع مصالحهم والا فكأننا نؤذن فى مالطة. ماذا تريد واشنطن من مصر؟ 

تريد منها التعاون فى ملف مكافحة الإرهاب سواء على المستوى المعلوماتى المخابراتى أو على مستوى العمليات.. مصر راكمت خبرات طويلة فى هذا الملف ولديها إنجازات فيه سواء فى التعامل مع عمليات التفجير الإرهابية فى وسط المدن أو فى حرب الجبال والصحراء فى شمال سيناء. 

تريد منها أجندة واضحة فى مجال الإصلاح الدينى الذى ينزع فتيل الإرهاب من المنبع وهو ما فشلنا فى تحقيقه.. مؤسسة الأزهر ترفض ولم نتمكن من تقديم جراحات مهمة فى هذا الملف لا على صعيد التعليم أو الإعلام أو الدعوة الدينية. 

تريد منها التعاون فى ملف مكافحة الهجرة غير الشرعية وهذا لن يتحقق إلا باستيعاب المزيد من العمالة بتوفير فرص عمل حقيقية وزيادة معدل النمو فى الاقتصاد المصرى . تريد منها تأجيل حل القضية الفلسطينية، وعلى مصر أن تصر على خيار الدولتين فبدونه لن نضمن استقرار الصراع الفلسطينى الإسرائيلى؟ 

ماذا تريد مصر فى المقابل؟ تريد وقوف واشنطن الى جانب استقرار مصر وأن تدرج جماعة الإخوان فى قوائم المنظمات الارهابية.. تريد تعاونا اقتصاديا يؤدى الى التنمية وتريد التوصل إلى تسويات فى المنطقة.. فى سوريا وليبيا والعراق واليمن.