سعيد الحمد
جميعنا ودون استثناء تقريبا نقع فرائس سهلة الصيد لأخبار ومعلومات مشوهة ومدسوسة ومفبركة وتساهم بوسائل الاتصال ونقل المعلومات في نشرها دون وعي منا بالدور الذي نلعبه بحسن نية طبعا في ترويج وتعميم اشاعات وفبركات لا أساس لها من الصحة تماما والهدف منها معروف لدى الجهات والجماعات التي مررتها علينا ودستها بيننا لنسارع دون تفكير في اهدافها او في مدى منطقيتها أحيانا لنشرها وتوزيعها على «ربعنا» فنكون بذلك قد حققنا لتلك الجهات ولتلك الجماعات هدفها في النيل منا واثارة القلق بيننا وتشويه علاقاتنا توطئة لتفتيت وحدتنا حول الموقف الموحد ضد تلك الجهات ذات الاجندات الاخطر على امننا واستقرارنا.
لا نريد ان نكرر المكرر فتقول «السوشال ميديا سلاح ذوحدين» وهي المقولة التي نكررها دائمًا لكننا أبدًا لا نحذر من هذا السلاح بل نتمادى في استخدامه وإعادة نشر كل ما يصلنا من غث أو سمين ومن معادي ومن عدو ومن خصم ومن اشرار يتربصون بنا لزعزعة ثقتنا ببعضنا البعض وزرع الفتنة بين المخلصين لاختراقهم وتمزيقهم، وهم في كل ذلك يستغلون هذا السلاح «السوشال ميديا» بشكل مدروس ومنظم وممنهج وفق ما يحقق مشروعهم الذي لن ينسوه ولن يتخلوا عنه في مقابل ما حدث فينا من ارتخاء واستسهال وعدم مبالاة بما يصلنا ومن اين يصلنا، فيكفي الجلوس في الكوفي شوب وفتح الجهاز وإرسال كل ما وصلنا من اي جهة وأيًا كان المحتوى والمضمون حتى لو كان مدسوسًا ومفبركًا ومن أعداء الوطن وأعداء خليجنا العربي لأننا لا نسأل ولا نفكر بعمق.
هذه هي الحقيقة الصادمة، فنحن جميعًا نقع فريسة سهلة كما اسلفت نتيجة تهافتنا على «السبق» والسباق في ارسال «الجديد» حتى ولوكان هذا «الجديد» سما زعافًا وخنجرًا يطعن الوطن.
بطبيعة الحال وهو شيء مؤكد ليس ما نعيد جميعًا نشره بقصد أو بنية خبيثة ومضادة، ولكن غياب السؤال وغياب التدقيق واعادة التفكير في المحتوى، ولا نطرح من المستفيد من مثل هذا، من له مصلحة في نشر هكذا «اخبار» او «معلومات» مختلقة بالاصل نصدقها او حتى لا نفكر في صدقيتها ولكننا نبادر في اعادة ارسالها ونعمل على زيادة انتشارها.
مثالاً «موقع أنشئ في ضاحية جمهورية حسن نصر الله دأب منذ انشائه على الطعن الأحمق في المملكة العربية السعودية ودول مجلس التعاون والشعب الخليجي العربي بأسلوب وقح وباستسهال بليد لاختلاق وفبركة «أخبار ومعلومات ووقائع» تم نشرها وتعميمها وللأسف تلقى منا نحن تحديدًا استجابات وتفاعلات تساهم في انتشارها وترويجها وتسويقها، ولدي شخصيًا أمثلة كثيرة من هذا الموقع وكيف كانت الاستجابات منا في اعادة النشر والتوزيع، بما يذكرنا بالمثل الشعبي المعروف «انطز عينا بصبعنا» ونطعن خاصرتنا بأيدينا.
كيف لمثل هذا الموقع وأمثاله ان «ينجحوا»؟؟ ليس لدقة وفن الفبركة والاختلاق وليس لتميز التوليفة، أبدًا فـفبركاتهم بليدة ومكشوفة، ولكن الاشكال فينا نحن المتهافتون والمتكالبون والمفتنون بالسوشال ميديا وإعادة نشر كل ما يصل منه.
المشكل فينا نحن فقط، وليس المشكل في مثل هذه المواقع المعادية لنا عداء مكشوفًا وبشكل رث وجاهل غير حاذق وغير ماهر في مداراة عدائه او في الالتفاف الذكي.
يا جماعة الخير، احذروا ثم احذروا، وتريثوا وتفكروا قبل إعادة النشر لمصلحة من ومن هو المستفيد، ثم بعد ذلك وبسهولة سهلة ستكتشفون «الخبر الملغوم» وستقفون على الفبركة والدس والتشويه الذي يريد النيل من بلادكم ومنطقتكم وزعزعة الثقة بينكم لاختراق وحدة صفكم ووحدة موقفكم منهم.
التعليقات