فايز بن عبدالله الشهري

يترقّب المحلّلون والمراقبون نتائج الزيارة المنتظرة للرئيس الأميركي "ترامب" في التاسع عشر من هذا الشهر (مايو) للمملكة وما سيتخلّلها من لقاءات قمّة مع خادم الحرمين الشريفين وقادة دول عربيّة وإسلاميّة. وتأتي أهميّة الزيارة في ضوء رمزيّة اختيار الرئيس الأميركي للرياض كأول عاصمة خارجيّة يزورها بعد فوزه وبعد سنوات من تراكم الفوضى "غير الخلاقة" في منطقة الشرق الأوسط والتي صنعها المحافظون الجدد ونفذتها حماقة الديمقراطيين. تلك السياسات المدمّرة التي خلخلت توازن القوى في المنطقة لتصبح ساحة صراع عبثيّة بين القوى الإقليميّة ووكلائها من قوى العنف والإرهاب التي عاثت في معظم المدن العربيّة.

ولعل الرئيس "ترامب" مع إدارته الجديدة سيُعيد – كما وعد- ترتيب الملفات بروح تاريخيّة مسؤولة لمصلحة حلفاء أميركا ولمصلحة الأمن القومي الأميركي. ويمكن أن نشير هنا إلى أبرز خمسة ملفات على النحو الآتي:

الملف الأول: ملف الأمن والسلام الذي يعد رأس مشكلات منطقة الشرق الأوسط. وترتكز مفاصل هذا الملف الملتهب في تل أبيب وطهران وجماجم جماعات الإرهاب في المنطقة. ولهذا فإن أي تسوية لا تحترم الحد الأدنى لحقوق وطموحات الشعوب لن يكتب لها البقاء وقد رأينا عدد الفصائل الفلسطينيّة والعراقيّة والليبيّة التي ظهرت بعد كل اتفاق هش أو مفروض. أمّا دور طهران الملالي فمنذ إطلالة أول عمامة سنة 1979 لم يكن الحال إلا فتنة وإرهابا في ظلال كل عمامة خمينيّة من العراق ولبنان وسورية واليمن إلى كل دولة خليجيّة وعربيّة. أمّا جماعات العنف باسم الإسلام فلم يكن أكثرها ليظهر لولا الحسابات الغربيّة الخاطئة التي أنشأت القاعدة في السابق وعصابات "داعش" اليوم.

الملف الثاني: ملف الطاقة والتعاون الاقتصادي في ضوء حقيقة أن السعوديين كانوا دائما إيجابيين في توازن السوق العالمي وسد النقص في حالات الاحتياج واستثمار الفوائض في كل مكان بما عمّم النفع على الجميع.

الملف الثالث: احترام الثقافات والخصوصيات الدينيّة وترك مجتمعات المنطقة تسير بوتيرة التطور الطبيعي الذي تحتمه ظروفها واحتياجاتها والعمل على تعزيز المشتركات الثقافيّة وتقوية مرتكزات القيم المشتركة بين الشعوب التي ستحقّق التسامح والتفهم.

الملف الرابع: إدراك المستحقات والمسؤوليات السياسيّة التي ترتّبت على تقسيم القوى الغربيّة لخريطة الشرق الأوسط على هذا النحو العجيب مع استيعاب حقيقة أن من جلب الحطب لإذكاء النار لن يسلم من شررها مهما كان بعيدا.

الملف الخامس: بناء الثقة وتحجيم السباق النووي وانتشار الأسلحة الفتاكة في المنطقة والعالم حتى لا تقع في الأيدي الخاطئة.

مسارات

قال ومضى:

في السياسة.. ليس على الخصوم وسوم.