كشفت مراجع عراقية عليا تفاصيل الزيارة الأخيرة التي قام بها رئيس التحالف الشيعي الحاكم في العراق، عمار الحكيم إلى إيران، موضحة أن الزيارة جاءت بطلب إيراني في أعقاب شكاوى تقدمت بها إلى طهران شخصيات سياسية ودينية من التحالف تصف سياسة الحكيم في إدارة التحالف، بأنها ستؤدي إلى تمزيقه وعرقلة مشروعه.
وقالت المراجع لـ«عكاظ» إن ثلاثة من قادة التحالف والمجلس الإسلامي الذي يقوده الحكيم أيضا، وهم جلال الدين صغير وعادل عبدالمهدي وباقر الزبيدي وهو من الجيل المؤسس للمجلس، تقدموا بشكوى رسمية ضد رئيس التحالف، منتقدين سياساته وإدارته للملف الشيعي في العراق، لافتة إلى أن عدم استجابة طهران لشكواهم في حينها دفعهم إلى مغادرة التحالف، الأمر الذي كاد يحدث أزمة كبيرة تؤدي إلى عملية انشقاق.
وأكدت المراجع أن تعمق الخلافات بينهم وبين رئيس التحالف دفعت طهران لاستدعاء الحكيم للوقوف على حقيقة الشكوى وبحث السياسات التي يتبعها في إدارته، الأمر الذي أدى إلى تعميق الخلافات واتساع شق وجهات النظر بين المرجعيات الإيرانية والحكيم، الذي غادر طهران دون تسوية الأمر.
ولفتت إلى أن الحكيم، وحفاظا على وحدة التحالف والمجلس، أبلغ المرجعيات الإيرانية أنه سيغادر المجلس، ولاحقا التحالف الوطني الذي يرأسه، حتى لا يسجل عليه أنه سبب الأزمة الشيعية - الشيعية. وقالت المرجعيات إن شخصيات عراقية بذلت جهودا كبيرا لإقناع الحكيم بالعدول عن قراره، غير أنه أصر على الانسحاب من المجلس وتشكيل إطار سياسي جديد بديل عنه، الأمر الذي سيؤدي إلى أزمة كبيرة، معتبرة أن خروج الحكيم والموالين له من المجلس الأعلى سيؤدي إلى انشقاقات كبيرة واصطفافات جديدة تعيد خلط الأوراق داخل أروقة التحالف الشيعي الحاكم.
«عكاظ» أجرت اتصالات عديدة مع قيادات المجلس الأعلى التي أكدت بدورها فشل كل المحاولات، لإثناء الحكيم عن قراره، مؤكدة عزمه على تشكيل حزب سياسي جديد، متوقعة أن يضم هذا التكتل الجديد غالبية أعضاء المجلس الذين سيغادرون مع الحكيم، لافتين إلى أن خروج رئيس المجلس منه يعني انهياره وفقدان قوته المجتمعية والسياسية.
- آخر تحديث :
التعليقات