&أكد الدكتور عبد الفتاح مشاط نائب وزير الحج والعمرة السعودي، أنه جرى الاتفاق مع بعثة الحج الإيرانية وكل البعثات التي التقت معها الوزارة قبل موسم الحج للعام الحالي، على تطبيق التعليمات، وعدم الخوض في مواضيع أخرى سوى الحج، وضرورة مساهمتها بالتعاون لسلامة الحجاج وأمنهم.

وقال الدكتور مشاط، في حوار مع «الشرق الأوسط»، إن السعودية كانت وما زالت على النهج الوطني الإنساني الإسلامي ذاته للتعامل مع ضيوف الرحمن، إذ إن ذلك شرف وأمانة تؤديها البلاد بكل اقتدار وجدارة.

وحول المشاريع الجديدة في المشاعر، لفت مشاط إلى أن هناك توجهاً لبناء مبانٍ في مشعر منى ذات طوابق خمسة، تهدف إلى استيعاب عدد أكبر من الحجاج، مشدداً على أن الوزارة تقوم بدورها في مراقبة جميع مقدمي الخدمة، خصوصاً أن عدد الحجاج من خارج السعودية لهذا العام من المتوقع أن يصل إلى قرابة 1.8 مليون حاج.

وكشف مشاط أنه جرى من خلال المتابعة الدائمة إيقاف عدد من الشركات عن العمل بعد تورطها في الترويج لحملات حج وهمية، كما سحبت الوزارة تصاريح عدد من الشركات المخالفة في موسم حج العام الماضي. وفيما يلي نص الحوار:

> ما أبرز ملامح وزارة الحج للموسم الحالي؟

- خطة الحج لموسم الحج للعام الحالي (2018) تتمثل في التنسيق مع القطاعات الأخرى التي تعمل في موسم الحج، لتوحيد الخطوات وتناغم جميع الأعمال بين وزارة الحج والقطاعات الأخرى، لتحقيق الأهداف والمستهدفات المتمثلة في تسهيل وتيسير رحلة الحجاج قبل قدومهم من بلادهم حتى وصولهم إلى الأراضي السعودية، وقضاء مناسك الحج، ثم العودة إلى بلادهم بكل سلامة.

ومن الملامح الأخرى للخطة، تطويع التقنيات الحديثة في الخطط التنفيذية وتأثيرها على العمل التنفيذي على مستوى القطاعات، والأعمال الخاصة بالحج العمرة، في المنافذ، وإدارة الحشود، وإدارة المساكن، وإدارة الإعاشة، وذلك من خلال تطبيق عبر الهواتف الذكية، إضافة إلى المسار الإلكتروني وتكامل القطاعات الأخرى داخل المسار الإلكتروني، لضرورة أن تكون العقود والتعاقدات الخاصة بالسكن والإعاشة، والخدمات، موجودة على المسار الإلكتروني الموحد، الذي يشمل مكاتب شؤون الحج، ومؤسسات أرباب الطوائف، ووزارة الحج.

> ما أبرز المشاريع المزمع تنفيذها في المشاعر المقدسة؟

- في مشعر عرفة جرى اعتماد واستخدام الخيام المقاومة للحريق، إضافة إلى استخدام أجهزة الدفع العالي للبرودة، مع تزويد هذه المواقع بكل المرافق (دورات مياه، ومطابخ)، مع استخدام وجبات مسبقة التحضير.

> إلى أين وصلت فكرة بناء الأبراج في المشاعر المقدسة؟

- هناك تخطيط تفصيلي لمشعر منى، يتمثل في إنشاء مبانٍ متعددة الطوابق لن تتجاوز في هذه المرحلة الخمسة طوابق، وذلك بهدف المحافظة على الصورة العامة للمشعر، وما فيه من معالم، كما أن هذه المباني تساعد على تقديم الخدمات في مشعر منى واستيعاب أعداد أكبر من الحجاج في البناية ذاتها، وسيجري بناء بعض المباني بعد موسم الحج، وهناك توجه يتمثل في إعادة دراسة للمخطط الشامل للمشاعر، ومع وجود الهيئة الملكية سيكون التركيز أكبر على تطوير المشاعر المقدسة.

> هل هناك آلية موحدة لتوافد حجاج الخارج من لحظة وصولهم إلى مغادرتهم؟

- الآن يوجَد نظام إلكتروني يُسمى «النظام الموحَّد لحجاج الخارج»، يتضمن كثيراً من القطاعات التي تغذي وتعمل على هذا النظام الإلكتروني، بدءاً من مكاتب شؤون الحج، ثم الشركات التي تقدم خدمات الحج من الخارج، ووزارة الحج، ووزارة الداخلية، ووزارة الخارجية، وجميع القطاعات الحكومية التي تعمل في هذا الشأن.

> كيف يتم التعامل مع الحجاج من دولة قطر؟

- قامت الوزارة بإنشاء رابط إلكتروني، بعد الرفض وعدم التجاوب من الجانب القطري، وقامت قطر بحجب الرابط الإلكتروني الأول، وعلى الفور سارعت الوزارة إلى نشر رابط آخر جديد لتمكين المواطنين والمقيمين في قطر من الدخول. وبدأنا بفتح إمكانية دخول أي حاجّ قطري من أي موقع في العالم إلى مطار الملك عبد العزيز، ويُسجّلون مباشرة في النظام.

> هل جرى التأكيد لبعثة الحجاج الإيرانية بضرورة الالتزام في الحج؟

- الحجاج الإيرانيون مثلهم مثل باقي البعثات من مختلف دول العالم، وقد التقت الوزارة بجميع البعثات قبل موسم الحج بمن فيها بعثة الحج الإيرانية، وجرى الاتفاق على التعليمات الواردة في الحج، ومن أهم هذه التعليمات التركيز على أن الحج لا يكون فيه رفث ولا فسوق، مع أهمية عدم الخوض في مواضيع أخرى سوى الحج، لذلك طالبنا جميع البعثات بالالتزام والمساهمة في أن يكون الحج فترة أمن وسلام، وجميع القطاعات الحكومية وجميع الجهات المشاركة في الحج تتعامل مع الحجاج الإيرانيين بطريقة سلسة ونظامية، كما هو معمول به مع باقي الحجاج.

> هل من إجراءات أو رسائل متنوعة أمام كل بلد فيما يتعلق بالحج؟

- لا بد أن يعلم الجميع أنه لا تسييس للحج، وليعلم الجميع أن السعودية كانت وما زالت مستمرة على النهج الوطني الإنساني الإسلامي ذاته للتعامل مع ضيوف الرحمن، إذ إن هذا الفضل الذي منّ الله به على هذا الوطن وقيادته، هو شرف لنا نؤيده بكل فخر، كما كنا في الماضي، مستمرين في حمل هذه الأمانة بكل اقتدار وجدارة. ومن المتوقَّع أن يبلغ عدد الحجاج لهذا العام من خارج السعودية 1.8 مليون حاج، وأكثر عدد للحجاج من إندونيسيا والهند وباكستان.

> كيف تقيِّمون برنامج الحج الميسر لحجاج الداخل؟

- بالنسبة للحج الميسر جاءت الفكرة مع وجود بعض المواقع التي يمكن الاستفادة منها في مشعر منى وعرفة، وإعطائها للشركات التي تقدم الحج بأسعار ميسرة والبعد عن التكاليف الإضافية الموجودة في بعض المخيمات، وهي لمساعدة شريحة من حجاج الداخل (مواطنين، ومقيمين) الذين يبحثون عن خدمات أساسية وتكون أسعارها مخفضة، وهذه الشركات التي حصلت على هذا البرنامج قامت بتوفير الخدمات الأساسية، وإضافة بعض الخدمات المقدمة لهذه الشريحة، وضمن خطط الوزارة التوسع في عدد المقاعد المخصصة للحجاج والشريحة الميسَّرة.

> كيف يجري التعامل مع حملات الحج وهل هناك معايير للتقييم؟

- وزارة الحج منعت الترويج لإعلانات «VIP» حيث يفترض أن تقدم بأفضل حال يليق بضيف الرحمن، وأعتقد أن ظهور مثل هذه الإعلانات هو تضليل للرأي العام وأسلوب دعائي لا ينعكس على مستوى الخدمات الأساسية.

> ما إجراءاتكم للتعامل مع حملات الحج الوهمية؟

- جرى كشف وإيقاف عدد من هذه الشركات التي تروج للحملات الوهمية، وأوقفت الوزارة نشاط تلك الشركات المتورطة في هذه الأعمال، التي نجحت الوزارة في الكشف عنها من خلال التوعية الدائمة والإرشاد والرقابة المستمرة من قبل فِرَق الوزارة الذين تمكنوا من الكشف عن هذه العمليات. وتم سحب تراخيص لشركات حج.

> ماذا عن موسم العمرة وخطط الوزارة لها في الموسم المقبل؟

- مع برنامج «خدمة ضيوف الرحمن» نتوقع أن العدد سيكون أكبر نمواً، بسبب آلية التعامل مع تأشيرة دخول المعتمرين، لا سيما أن موسم العمرة للعام الحالي (2018) سجَّل ارتفاعاً ملحوظاً في عدد المعتمرين بزيادة تقدر بنحو 600 ألف معتمر، وهذا التوقع في زيادة الأعداد سيكون متوافقاً مع دخول 600 شركة جديدة للعمل في مجال العمرة دخلت هذا العام، وستعمل بفعالية مع الموسم المقبل، في مطلع محرم، وسيكون هذا الموسم مبكراً عما كان عليه في العام الماضي.

> تم أخيراً انعقاد «هاكثون الحج»... ما خطتكم للاستفادة من مخرجاته؟

- تعد الفكرة من الأفكار الرائدة، من خلال إيجاد أفكار تتمحور حول تسهيل الحج على ضيوف بيت الله، ووزارة الحج والعمرة ستتواصل مباشرة مع نهاية الموسم مع «اتحاد الأمن السيبراني» و«الدرونز»، لإمكانية دعم هذه المشاريع في المستقبل، خصوصاً أن هذا عمل نفخر به، والاستفادة من تلك الأفكار لن تكون مقتصرة على وزارة الحج، وإنما على منظومة الحج والعمرة بصفة عامة.

&