لكبيرة التونسي

استطاع المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، أن يرسي دولة أساسها السعادة وبنيانها الإنسان، اهتم بالصغير والكبير، وجعل في الصدارة كبار السن، حيث حظوا بالتقدير والاحترام، ومنحهم الحب والعطف، وأمن لهم جميع سبل الحياة الكريمة.&
وما ينعم به المسن اليوم من اهتمام وتقدير، ما هو إلا حصاد لهذا النهج القويم والرؤية الثاقبة والحكمة البالغة التي كان يتحلى بها الأب المؤسس الشيخ زايد، طيب الله ثراه، والذي كان يضع هذه الفئة في مقدمة اهتماماته.

ينعكس هذا الاهتمام البالغ بكبار السن الذي أرساه الوالد زايد، ليصبح نهجاً ومنظومة متكاملة لإبداع أفكار جديدة لإسعاد هذه الفئة، بحيث تجاوز ذلك مفهوم الرعاية الصحية، وتوفير متطلبات العيش الكريم بما يسعد هذه الفئة ويزيد في عمرها، مع توفير مراكز ودور رعاية اجتماعية وثقافية وصحية وترفيهية تقدم أرقى أنواع الخدمات والمساندة لهم، باعتبارهم جزءاً أساسياً من المجتمع، وهذه الجودة في الحياة التي توفرها الدولة للمسنين تضاهي الدول المتقدمة في هذا المجال، وهذا ما أكدته أيضاً مجموعة واسعة من كبار السن الذين عايشوا الوالد زايد عبر شهاداتهم.

تقدير واحترام
أكد إسماعيل البلوشي «مقهوي المغفور له الشيخ زايد، طيب الله ثراه، أن قربه من الوالد زايد جعله يتعلم العديد من القيم، ويأخذ عنه الصفات الإيجابية»، ومن الذكريات التي لا تزال راسخة في ذهن البلوشي والمتعلقة بالمسنين، أكد أن هذه الفئة كانت محل تقدير واحترام لدى القائد المؤسس، طيب الله ثراه، ومن صور هذا الاحترام تفضيل المسن عن نفسه في المجالس، فعندما كنت أصب القهوة للوالد زايد، كان يدفع بها في حب لكبير السن الذي يجلس بجانبه، كما كان، رحمه الله، يعامل المسن بكثير من العطف والحنان، وكان يردد دائماً أن هؤلاء هم من بنوا وشيدوا الدولة أيام الشدة، وأكد البلوشي أن النهج نفسه تسير عليه الدولة اليوم، وهذا ما نراه في كل مناحي الحياة من تقدير واحترام لكبير السن.

نقل الخبرات
من جانبه، قال عبيد بن صندل خبير التراث، إن المغفور له الشيخ زايد أكرم الصغير والكبير، وكان ذلك نابعاً من إنسانيته، ولم يكن يرى في كبير السن أنه إنسان عاجز، بل كان يسعى للاستفادة منه بنقل خبراته للأجيال القادمة، وأغدق على هذه الفئة التي جعلها في صدارة اهتماماته الإنسانية، واعتبرهم الأساس والسند، فهم من بنوا بسواعدهم، ومن تحملوا صعوبات الحياة قبل اكتشاف النفط، وكانت كلماتهم واحدة في حب الوطن، والتحموا حوله، فلا غرابة أن تسير جميع المؤسسات في الدولة على النهج الذي أرساه المغفور له الشيخ زايد، طيب الله ثراه، ووضع قواعده.

بصمة خالدة
بصمات «زايد» لم تتجل فقط في معاملته الإنسانية مع كبار السن، بل وجه بتأسيس المؤسسات والمراكز التي تستثمر خبرات هذه الفئة التي اعتبرها حامية للتراث وناقلة للخبرات لهذا الجيل، من هذه المراكز، مركز الصناعات اليدوية بالاتحاد النسائي العام، الذي يضم مجموعة من الخبرات في مجال التراث، ومن بينهم عتيقة المحيربي التي أكدت أن ذاكرتها تنبض بمواقف المغفور له عندما زارهم بمنطقة ليوا، وكيف كان يتعامل مع كبار السن، ويوليهم العناية الفائقة، فقد أمر حينها بتأسيس مدارس لتحفيظ القرآن، وبناء المستشفيات وتسهيل الحياة، كما كان يجالسهم بحب ويغدق عليهم بكرم دافق، وأضافت: نحن محل تقدير كبير منذ أيام المغفور له إلى اليوم، أعطانا المزارع وأكرمنا، وعندما التحقت بالاتحاد النسائي العام كان يزورنا ويتابع ما نقوم به بشكل شخصي، وكان يوصينا بحماية التراث ونقله للعالم، وبالفعل شاركت في العديد من المهرجانات داخل الدولة وخارجها.

تشجيع
مريم الكعبي، إحدى حاميات التراث بمركز الصناعات التابع للاتحاد النسائي العام منذ أكثر من 34 سنة، تؤكد أن كبير السن في الإمارات يعيش عيشة هنية وراقية، ولا يشعر بما يشعر به غيره من متاعب حياتية في بعض البلدان، مؤكدة أن الاتحاد النسائي يوفر بيئة مثالية للعمل والإنتاجية يجعلها تتخطى مفهوم العمل إلى الإنتاجية. وعن علاقتها بالمغفور له، أكدت أنه كان، رحمه الله، يزور مركز الصناعات عندما كان في صيغته الأولى، ويشتري المنتجات التي تقوم النساء بصناعتها لتشجيعهن، وكان لا يتوانى في إسعادهن.

بيئة مثالية
وقالت شيخة الظاهري التي تعمل أيضاً بمركز الصناعات التابع للاتحاد النسائي العام لمدة تتعدى الـ 41 سنة، ضمن بيئة أسرية مثالية، وتشارك في المعارض الداخلية والدولية: نعيش حياة كريمة وإيجابية، وهذا كله بفضل المؤسسة التي أعمل بها، والتي تسير على نهج المغفور له الشيخ زايد، طيب الله ثراه، وعندما نزور بعض البلدان نشعر بالفرق الكبير بيننا وبقية المسنين، من خلال مقارنة بين ما نحظى به من اهتمام وتقدير في دولتنا، وبينهم، مؤكدة أن صحة الإنسان تتحسن مع العناية والخدمات الطبية والتقدير الإنساني.&
وتوفر الحكومة دعماً غير محدود لكبار السن، سيراً على نهج المغفور له الشيخ زايد، من خلال إنشاء عدد من الدور والمراكز المتخصصة التي تقدم الرعاية الكاملة لهم، ومن هذه الدور، مركز سعادة كبار السن الذي يحتضن هذه الفئة، ويقدم لها خدمات استثنائية، بهدف توفير الحياة الكريمة والسعادة لها، باعتبارهم فئة غالية، ساهمت في بناء الدولة.
وقالت الدكتورة سلوى السويدي، مديرة المركز الذي تغير اسمه من استراحة الشواب بدبي إلى اسم «مركز سعادة كبار السن»، بالتزامن مع اليوم العالمي للسعادة، لاسيما أن بيئته تعتبر مصدر سعادة وبهجة هذه الفئة، والاهتمام بهذه الفئة يعكس رؤية المركز «نحو مجتمع أكثر صحة وسعادة»، ويترجم إرادة المغفور له الأب الشيخ زايد الحكيم والإنسان، والذي عندما تأتي سيرته أمامهم تدمع عيونهم.
وأضافت السويدي: في إحدى الفعاليات، وأثناء عرض فيديو للمغفور له قام أحد المسنين وبكى بحرقة، وهذا المشهد المهيب ترجم العلاقة الإنسانية التي تجمع المغفور له بكبار السن، فعلاقته بهذه الشريحة علاقة حب واحترام وتقدير، فالمغفور له استثمر في الإنسان، وهذا ما ميز الإمارات على الصعيد العالمي، ووجود المركز ترجمة لنهج الوالد زايد، وتجسيد لرؤيته، وتقدير لهذه الفئة التي بنت وعمرت الدولة، ومركز سعادة كبار السن التابع لهيئة الصحة دبي يؤدي غرضين إنسانيين: يتمثل الأول في دار رعاية تمريضية مخصص للذين لا أبناء لهم، ولدينا معايير لدخول هذه الفئة للدار، أما الغرض الثاني، فيتمثل فيه كمركز نهاري للمراجعين الخارجيين، ويقدم العديد من الخدمات تتمثل في الخدمات الطبية والتمريضية، أما الخدمات الطبية، فهي تقدم من طرف أطباء متخصصين في طب المسنين والشيخوخة، أما الخدمة التمريضية، فتقدم من قبل طاقم لديه خبرة متميزة في التعامل مع كبار السن، وتقديم الرعاية الشخصية من تغذية وعناية طبية، ويتوافر المركز أيضاً على اختصاصيين في العلاج الطبيعي والتأهيل، وتخفيف الآلام الناتجة عن التهاب المفاصل ومساعدتهم على استرداد صحة أطرافهم والمشي، أما الاختصاصية الاجتماعية، فهي تقوم بمتابعة ودراسة الحالات المستحقة للدخول للدار، ومتابعة المسنين في الشؤون القانونية والاجتماعية، كما تقوم اختصاصية التغذية السريرية بمتابعة تغذية المريض.

دمج إيجابي
وأكدت السويدي أن المركز الذي تتمثل رسالته في جعل دبي وجهة رائدة للرعاية الصحية من خلال تبني نماذج الرعاية المبتكرة والمتكاملة وتعزيز المشاركة المجتمعية، يشتمل على 24 مقيماً داخل المركز، بينما يتردد عليه 189 مراجعاً خارجياً يستفيدون من جميع الخدمات، ويهدف المركز إلى دمج كبار السن في المجتمع بشكل إيجابي، وهذا بالفعل ما وصلنا إليه فعلاقة كبار السن بالمركز علاقة أسرية مثالية، ما جسد معاني السعادة، فكبير السن ينظر إلى المركز بشكل إيجابي، وراضٍ تمام الرضا عن خدماتنا المتطورة والمتكاملة التي نقدمها له، ولذا حصدنا جائزة داخلية على أعلى نسبة قياس رضا العملاء، وإلى جانب الخدمات التي نقدمها، يشكل المركز نقطة جذب للمتعاملين من كبار السن، لاسيما أنه يقوم بمبادرات وفعاليات عدة لهذه الفئة، مما جعله مصدر سعادة لها، وهم يتفاخرون بمستوى الرعاية والعناية الفائقة به، ويظل المركز هو المقدمة الحقيقية لحياة متجددة ومفعمة بالحب والفرح، والتكوين الواحد لأسرة واحدة في قالب اجتماعي وإنساني وترفيهي.

مسن نشط&
وتحرص جميع مؤسسات المجتمع العاملة في هذا المجال على دعم هذه الشريحة المهمة في المجتمع، تجسيداً لإرادة ورؤية المغفور له الشيخ زايد، بمساعدتهم على عيش حياة كريمة بجودة عالية تنافس أعلى المعايير الدولية.
وفي هذا الصدد، قالت مريم السلمان، رئيسة جمعية الإمارات لأصدقاء المسنين بالشارقة: ننطلق من تمكين المسن، وتحقيق الشيخوخة النشطة من خلال بناء ثقافة مجتمعية تشارك المسن في صناعة جودة الحياة، مؤكدة أن الجمعية تهدف إلى وضع برامج وخطط لمساعدة كبار السن للوصول إلى شيخوخة نشطة، من خلال الاهتمام بالصحة الجسدية والنفسية والاجتماعية والبيئية، والتعاون مع المؤسسات الحكومية والأهلية في تطبيق برامج وخطط تدعمهم، وتحفيزهم على العمل التطوعي، ودمجهم في المجتمع كأعضاء فاعلين، والمحافظة على حقوق المسن التشريعية من خلال التوعية القانونية والنفسية والصحية والاجتماعية، إلى جانب إبراز قضايا المسن إعلاميا، وخلق قنوات تواصل مع مختلف الجهات المعنية بشؤون المسنين والتنسيق معهم لتحقيق التكامل والتعاون لخدمة المسن، والوقوف على التحديات التي تواجه المسنين من خلال الدراسات والبحوث والعمل على إيجاد حلول مناسبة لها، بالإضافة إلى العمل على تنشئة جيل واع بحقوق المسن ومشارك إيجابي في رعايته.
وبالإضافة إلى الجانب الاجتماعي والنفسي الذي اهتمت به الجمعية، هناك جانب تثقيفي وصحي يشكل عنصراً هاما لاستمرارية العطاء لدى المسن، فقد شاركت الجمعية على مدى سنتين في تقديم ورقة عمل بمؤتمر أبوظبي لطب المسنين، حيث تمت مناقشة بعض الأمراض التي قد يعاني منها المسن، مثل الزهايمر والوقاية منه، وكيفية تعامل ذوي المسن مع تلك الحالات المرضية التي يتعرض لها، كما تمت المشاركة في حملة فحص هشاشة العظام لهدف مساعده الأفراد للوصول إلى شيخوخة نشطة وسعيدة.

ود وعرفان
ولا يقتصر دور الجمعيات والمؤسسات التي تعنى بكبار السن على تقدم الفحوص والرعاية الصحية، حسبما أكدت مريم السلمان، بل تتجاوز ذلك إلى تنظيم فعاليات وإشراكهم في المبادرات المجتمعية لإدخال السعادة إلى قلوبهم وهذا بالفعل ما تقوم به جمعية الإمارات لأصدقاء المسنين التي تنظم العديد من المبادرات لكبار السن منها على سبيل المثال: فعالية «لمتنا حلوه»، والتي استهدفت جميع المسنين وأصدقائهم من المؤسسات والدور، ضمن المبادرة السنوية «ود وعرفان» التي تخصصها الجمعية في شهر مارس من كل عام، والتي تجسد مدى اهتمام الجمعية بفئة كبار السن وحرصها على إدخال البهجة والسرور إلى قلوبهم، وقد تضمنت الفعالية عدة برامج منها، المسابقات الثقافية، وعرض لزهبة العروس وهي من تراث الإمارات التي يعشقها آباؤنا وتأخذهم إلى ذلك الزمن الجميل، حيث الأهازيج الجميلة والحياة البسيطة، كما صاحب ذلك فرقة الحربية التي أشاعت في المكان جواً من المرح والتفاعل والاندماج، ولم يغفل الجانب الصحي للمسن حيث تم تخصيص ركن لفحص أسنان الراغبين بذلك من قبل أطباء متطوعين.

حماة التراث
برنامج «بركة الدار» بمؤسسة التنمية الأسرية، يعد ترجمة لرؤية المغفور له الشيخ زايد، طيب الله ثراه، حيث يستهدف كبار السن النشطين، تقديراً للمكانة الكبيرة التي يشغلونها في الأسرة والمجتمع، حيث قال عرفات الكعبي، رئيس قسم المسنين بمؤسسة التنمية الأسرية، إن البرنامج يعمل على استثمار خبرات هذه الفئة، وإمكاناتها لتثقيف وتعميق معارف هذا الجيل، من خلال تخصيص جلسات وفعاليات ومشاركات للمسنين بالمدارس والمهرجانات للحديث عن تجاربهم الشخصية، وعن الإرث الحضاري للدولة، في ظل بانيها ومؤسسها المغفور له، الشيخ زايد، مؤكداً أن «بركة الدار» يستهدف المسن النشط، مؤكداً أن إمارة أبوظبي تضم 21 ألف مسن، والمؤسسة بصدد إطلاق مشروع يعمل على توفير قاعدة بيانات مهمة لكبار السن وعلى الخبرات التي اكتسبوها، مع العمل على تقديم ورش للأطفال في المدارس، والمهرجانات التراثية، إضافة إلى ورش لتعليم الصغار بعض الحرف اليدوية، للاستفادة من خبرات هذه الفئة، واستخدامها بالشكل الصحيح. وأضاف الكعبي: تسعى المؤسسة إلى تدعيم بنائها للأسرة والمجتمع على ركائز عدة، أهمها توفير الرعاية اللازمة للمسنين بجميع صورها وأشكالها، والعمل على استقطابهم للعيش في حياة اجتماعية مستقرة، من خلال حزمة من البرامج والخدمات الاجتماعية التوعوية والوقائية والعلاجية التي يتم تقديمها لهم ولأسرهم ولجلسائهم، مع تبني حقوقهم ودمجهم في المجتمع، للوصول إلى مسن يتمتع بحياة صحية وشيخوخة نشطة ومشاركة فاعلة في المجتمع على المدى الطويل، ما يسهم بشكل مباشر في رفع مؤشر نسبة كبار السن المشاركين في برامج المجتمع، ورفع مؤشر التلاحم الأسري، بحيث تنص مبادئ الأمم المتحدة لحقوق كبار السن على حقهم في الكرامة، والتي تتمثل في ضرورة أن يظل كبار السن مندمجين في المجتمع، وأن يشاركوا بنشاط في صوغ وتنفيذ السياسات التي تؤثر مباشرة في رفاههم، وأن يقدموا للأجيال الشابة معارفهم ومهاراتهم، وتمكينهم وتهيئة الفرص لهم لخدمة المجتمع المحلي، كمتطوعين في أعمال تناسب قدراتهم، كما تنص على حق المسن في الاستقلالية والتي تتمثل في توفير فرص العمل أو فرص أخرى مدرة للدخل، وفقاً لإمكاناتهم، والمشاركة في تقرير متى وبأي درجة ينسحبون من محيط العمل.

نعم القائد.. ونعم الأمين

لم يكن بين الشيخ زايد، طيب الله ثراه، وشعبه أي قيود رسمية أو بروتوكولات مسبقة، ولذلك لم يأنف في كل مناسبة وطنية أو اجتماعية من النزول بين الناس والجلوس معهم ليحدثهم وجهاً لوجه دون قيود، بل كان من المألوف رؤيته بين أبناء شعبه ومواطنيه يتابع شؤونهم ويستمع لهم بكل حرص واهتمام ويستقبلهم برحابة صدره وبابتسامته المعهودة.
كان زايد قريباً جداً من الناس، لا يفرق بين هذا وذاك، ويتحدث مع الجميع دون تمييز، الأطفال والشباب والشيوخ وكل فئات المجتمع، حتى صار أحبّ إليهم من أهليهم، خلق نوعاً فريداً من التقارب والمحبة بين القيادة والشعب، فتماسكت بُنية الوطن وتقاربت الأرواح وتوحّدت القلوب على حب الإمارات والانتماء لها.. وكم كانت جُملته، طيب الله ثراه، غاية في التعبير ومُبيّنة لطينة هذا القائد العظيم وهو يقول: «كيف لنا أن تستريح ضمائرنا إن لم نكن أمناء على مصير هذه الأمة، ساهرين على رعاية شعبها الذي أكرمه الله سبحانه، وجعلنا مسؤولين عن رعايته وتحقيق الرفاهية له».
كان حُبُ زايد لشعبه أمراً لا يختلف عليه اثنان، فهو القائد ذو المنجزات التاريخية والحضارية، ومآثره خالدة، وما زال الناس يروون للأجيال قصص إيثاره ومواقفه الخالدة، وتقديمه لمصالح شعبه على حظ نفسه، أو ليس هو القائل: «إن القائد يجب أن يؤمن بأنه الأمين على الشعب وعلى ثروته، وأن يطبق على نفسه ما يطبقه على شعبه»، فنعم القائد كان ونعم الأمين.
وفي الصورة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، خلال زيارته جزيرة دلما ولقائه بالمواطنين سكان الجزيرة في 7 سبتمبر 1980م.

بيئة حاضنة

تعمل جميع مؤسسات الدولة على استثمار طاقة كبار السن النشطين باعتبارهم كنزاً مهماً للمعلومات، وناقلين للعادات والتقاليد وحافظين للتراث، ترجمة لإرادة المغفور له الوالد زايد، ويعتبر الاتحاد النسائي العام أحد المؤسسات التي كان يتابعها الشيخ زايد متابعة حثيثة ويزروه باستمرار، حيث أكدت سميرة مبارك العامري، ضابط أول تسويق بالاتحاد النسائي العام، أن المغفور له كان يقوم بزيارات مستمرة للحرفيات ويصر على الحديث معهن ومعرفة احتياجاتهن ويحثهن على المحافظة على التراث والتمسك به ونقله إلى الأجيال، وكان يشكل الداعم الأكبر لهن، حتى أصبح المركز بيئة حاضنة للحرفيات المنتسبات اللاتي قضين معظم عمرهن، وهن يمارسن الأشغال اليدوية المختلفة بكل أريحية، لاسيما أنهن يعتبرن المكان بمثابة بيوتهن لما تحظى به هذه الفئة من اهتمام بالغ من قبل الإدارة والمسؤولات عنهن اللواتي يتابعهن بكل حب وحنان، ولا ننسى الاهتمام بفئة أصحاب الهمم اللاتي يحتضنهن المكان، ويوفر لهن المكان المناسب لتمضية الوقت والاستمتاع رفقة زميلاتهن في العمل الحرفي، كما يتم إشراك هذه الفئة في المعارض الدولية ليستحققن بذلك لقب سفيرات التراث عن جدارة واستحقاق.


رعاية صحية ووقاية

وسعت جميع المؤسسات الاجتماعية والمراكز الصحية في إطار تكاملي لتحسين حياة المسنين واستثمار طاقاتهم على أفضل وجه، في هذا الإطار تقدم لهم خدمات صحية لينعموا بجودة حياة تنافس عالمياً. إلى ذلك، أوضحت الدكتورة نورة الغيثي مديرة إدارة المراكز الصحية في العين، أن الخدمات العلاجية الخارجية إحدى منشآت شركة «صحة» تعمل على تقديم الخدمات الطبية المنزلية، بحيث يقوم الطبيب والكادر التمريضي بزيارة منزل المريض لتقييم الحالة ومتابعتها وتقديم العلاج الطبي له؛ بهدف التسهيل على المريض وتجنب نقله للمستشفى، وهذه الخدمة دخلت حيز التطبيق خلال هذه السنة، كما نقوم أيضاً بتقديم العلاج التنفسي مرتين أو ثلاثاً في الشهر، لكل مريض حسب ما تستدعيه الحالة، وأصبح بإمكانه اقتناء الأدوية من أي صيدلية قريبة من بيته بعدما كان يقتصر شراء الأدوية من صيدلية المستشفى، إلى جانب العديد من الخدمات الأخرى التي سترى النور قريباً، وكلها تصب في إطار تقديم أفضل الخدمات لفئة كبار السن.&
وأضافت الغيثي: «كما نعمل على تقديم خدمات لرعاية كبار السن النشطين، بحيث تقدم لهم الأولوية في ولوج العيادات، ونركز على الفحوص الدورية والوقائية تجنباً للمضاعفات، واكتشاف بعض الأمراض بشكل مبكر، بالإضافة إلى متابعة الأمراض التي تصاحب التقدم في السن، مثل فحوص السكري والقولون والقلب والنظر والأسنان، وغيرها من الأمراض التي يمكن تجنبها أيضاً من خلال الفحوص الدورية والنشاط البدني، واتباع حمية غذائية تناسب العمر، كما تقدم عيادة التغذية برنامجاً متكاملاً لهذه الفئة، كما يتابع طبيب الأسرة جميع حالات كبار السن، بما يضمن متابعة جميع الفحوص الدورية التي يحثهم عليها ويذكرهم بها، وإلى جانب دورنا العلاجي والوقائي نقوم بدور تثقيفي توعوي، من خلال المشاركات الخارجية والمبادرات التي نطلقها في إمارة أبوظبي.