& &حسين شبكشي

&

هذه الكلمات عن صديق عرفته لأكثر من خمسة وعشرين عاماً، شاركته فيها مشوار الكلمة والرأي، وظل الاحترام رغم الاختلاف.
ابن أسرة كريمة من المدينة المنورة، أسرة عريقة جداً ساهمت بعطائها المميز في شتى المجالات في مسيرة بلادها السعودية. فأنجبت من برعوا في الطب والتجارة والمحاماة والإعلام والهندسة، حتى إن عميد المؤذنين في الحرم النبوي الشريف من الأسرة الكريمة. شاركته في مناسبات إعلامية مختلفة ولي معه ذكريات عديدة، مؤتمرات داخل البلاد وخارجها، واجهنا مهام الدفاع عن الوطن في ظل هجمات أحداث الحادي عشر من سبتمبر (أيلول).
كان صحافياً مهنياً ترك بصمته المميزة في كل موقع عمل فيه، فلقد كان مؤمناً برسالته الصحافية ومعتقداً بأهمية وضرورة تطوير نفسه. شاركت معه في إحدى الندوات المغلقة بإيطاليا عن العلاقات السعودية الأميركية. وصل إلى موقع الندوة رغم ظرف طارئ حدث له، ومع ذلك أصر على الحضور، وكانت لمشاركته القيمة المضافة المؤثرة.


وفي مناسبة أخرى جمعتنا بالأمير سعود الفيصل، وزير الخارجية السابق مع الإعلامي عماد الدين أديب، حلّلنا فيها أهم ما قاله الأمير الراحل من مواقف وسياسات. كنت دوماً ما ألقاه في ديوانيات جدة الاجتماعية والثقافية الدورية المعروفة، وكان حضوره الأنيق دوماً موضع احترام، كنا نسمر في مقهى «النخيل» المعروف بجدة، نتجاذب أطراف الحديث ونتبادل الآراء في كل فرصة يكون فيها في جدة.&


في الفترة الأخيرة تبنّى تأييد خط الإسلام السياسي، مؤيداً لـ«الإخوان» المسلمين وكان لا يرى خطراً منهم، ولا يرى أن نظام الانقلاب في قطر مشروع خطير غرضه خراب المنطقة. لم نلتقِ فكرياً بعدها مع متابعتي لآرائه.
لقد بدأت بلاده خطوات أعلنت فيها عن منهجية لتقصي الحقيقة، شملت إعفاء بعض المسؤولين وإيقاف آخرين قيد التحقيق، وتحويل الملف بأكمله إلى النيابة العامة.
لكن ما ينبغي توضيحه هو أن هناك «سيركاً إعلامياً وسياسياً» تم نصبه بحجة الدفاع عن جمال خاشقجي من قبل نظام الانقلاب في قطر، وإعلام تنظيم «حزب الله» الإرهابي في لبنان.&
السعودية وحدها مع تركيا هما المعنيتان بالقضية، وقد فُتح التحقيق وبدأت المنهجية العدلية المطلوبة.
في النهاية خسرتُ صديقاً. عزائي الخالص لآل خاشقجي الكرام، أسأل الله أن يسكنه فسيح جناته «إنا لله وإنا إليه راجعون».