& &أسامة الغزالى حرب

&

الحكمة العربية الشائعة والرائعة تقول: صديقك من صدَقك، لا من صدّقك، والعلاقة المصرية السعودية أكبر بكثير من أن توصف بأنها صداقة، إنها علاقة أخوة عميقة، علاقة تلاحم متين فى السراء والضراء...فهل ننسى نحن هنا فى مصر وقفة الأشقاء السعوديين معنا بعد هزيمة 1967 ودعمهم القوى لنا فى لحظات النكسة والانكسار؟ وهل ننسى وقفتهم الرائعة بجانبنا - مع أشقائهم من بلدان النفط العربية - فى غمار حرب أكتوبر 1973 التى جعلت العالم يتحدث حينها عن العرب كقوة عالمية سادسة؟ هل نتغافل ملايين المصريين الذين عملوا- ومازالوا يعملون- بالسعودية بكل حب وترحاب هناك؟ أليس الحج على أرض الحرمين الشريفين هو الأمنية الأغلى لدى ملايين المصريين؟ ألا يحتل الفن المصرى والثقافة المصرية مكانتهما الرفيعة لدى الشعب السعودى؟

باسم هذا كله وأكثر أخاطب أشقاءنا فى السعودية بمناسبة الضجة العالمية التى لا يمكن إنكارها ولا تجاهلها إزاء قضية مقتل الصحفى السعودى جمال خاشقجى فى القنصلية السعودية فى اسطانبول يوم 2 من هذا الشهر والتى لاتزال تتفاقم فى العالم كله، وانعكست بقوة ليس فقط الإعلام والميديا الدولية كلها وإنما فقط فى المواقف الرسمية لدول العالم وخاصة ألمانيا وبريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة فضلا عن المنظمات الدولية ومنظمات حقوق الإنسان...إلخ لقد أقرت المملكة بمقتل خاشقجى بالقنصلية السعودية فى اسطنبول، وهذا أمر مهم جدا، وبقى أن تجيب بنفس الوضوح ودون مزيد من التأخير عن باقى الاسئلة المطروحة عن المشاركين فى الجريمة، وعن مصير جثة خاشقجى...وغيرها من الأسئلة المعلقة. إن مصلحة وسمعة الدولة السعودية والشعب السعودى الشقيق أعلى وأهم من أى فرد. وأعود للتذكير بالحكمة التى بدأت بها حديثى: صديقك من صدَقك لا من صدّقك.