& &أمين ساعاتي

&النجاح منقطع النظير الذي حققه مؤتمر "مبادرة مستقبل الاستثمار 2018" الذي عقد أخيرا في العاصمة الرياض، وحضره حشد كبير من كبار المسؤولين وكبار رجال الأعمال في العالم، يؤكد أن المملكة عملاق اقتصادي في منطقة واعدة بالخير والتقدم، أو كما قال ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، الذي يقود قافلة البناء والتنمية، إنه لا توجد أي تحديات أمام الشعب السعودي العظيم. وأكد أن المملكة في الأعوام الخمسة المقبلة ستكون مختلفة عن الآن، وكذلك جميع الدول العربية في الخليج وشرق العالم العربي، مؤكدا أن لدى الشعب السعودي همة تضاهي همة جبل طويق. وطالب ولي العهد الحضور بمطالعة الأرقام في الأعوام الثلاثة الماضية، حيث نلاحظ أن إيراداتنا غير النفطية تكاد تكون قد تضاعفت ثلاث مرات. كذلك قال ولي العهد إننا سنلاحظ أن الميزانية للعام الحالي ستكون أكبر ميزانية في تاريخ المملكة، وفي العام المقبل سنقر لأول مرة ميزانية بأكثر من تريليون ريال سعودي. ولفت إلى أن نسبة الإنفاق الرأسمالي والتشغيل تتزايد، ونسبة الرواتب تنخفض مع تضاعف التوظيف. وأشار إلى أن مركزنا في التنافسية العالمية تحسن. وطالب الحضور أن يطالعوا الأرقام ليعرفوا أين كنا وأين نحن اليوم؟!

وضمن فعاليات مؤتمر "مبادرة مستقبل الاستثمار"، أوضحت الأميرة ريما بنت بندر بن سلطان، وكيل الهيئة العامة للرياضة، أنه يجري العمل على تهيئة البنية التحتية الرياضية في ثلاث مدن استثمارية، وهي "نيوم والقدية"، و"مشروع البحر الأحمر"، مع الحرص على استخدام التقنية والابتكار في هذه المشاريع. وذكرت الأميرة ريما بنت بندر أن هيئة الرياضة تتعاون مع البلديات لتهيئة كثير من الأماكن للتوسع في رياضة المشي، وقالت إن نحو 13 في المائة من السعوديين يمارسون الرياضة، ونسعى لرفع نسبة الممارسين للرياضة في المملكة إلى 40 في المائة تحقيقا لأهداف "رؤية السعودية 2030". ومن ناحيته، فقد أكد أحمد الخليفي محافظ مؤسسة النقد، أنه لا توجد قيود على أي حسابات، وقال إن ميزان المدفوعات حقق فائضا في النصف الأول بـ 110 مليارات ريال. وأكد أن مؤسسة النقد تتعامل بمهنية عالية إزاء منح الرخص للبنوك، وأن شروط الحصول على رخصة افتتاح بنك في المملكة منشورة على موقع "ساما" الإلكتروني. وأضاف محافظ مؤسسة النقد قائلا: إن القروض الإنتاجية تحسنت خلال العام الحالي مقارنة بالعام الماضي، سواء للمنشآت الصغيرة والمتوسطة أو غيرها من القروض، وذلك مقارنة بالقروض الاستهلاكية، إذ باتت القروض الإنتاجية تشكل 23 في المائة من إجمالي المحفظة الإقراضية.

وأكد محافظ مؤسسة النقد أنه لا توجد اندماجات جديدة مرتقبة في القطاع المصرفي السعودي. ولكنه - من ناحية أخرى - قال: شهد قطاع التأمين تحسنا مع تشجيع اندماج الشركات الصغيرة، إلا أنها ستأخذ وقتا بعد إعادة هيكلة تلك الشركات، وقريبا سيقف قطاع التأمين على قدميه ويؤدي دوره في تنشيط الأعمال المالية والإدارية. من ناحية أخرى، فقد كان للدكتور نبيل العامودي وزير النقل، حضور قوي في المؤتمر، وقال في معرض مشاركته فيه: بدأنا بعمليات التحول الرقمي من خلال رفع مستوى الانتظام في عمليات استيراد وتصدير السلع والبضائع في الموانئ السعودية، وكذلك إدارة الشاحنات عبر أنظمة التتبع، إلى جانب رفع كفاءة النقل العام من خلال تقديم بعض الخدمات المستحدثة التي ستحقق مزيدا من النقل التشاركي للشاحنات. وأضاف وزير النقل قائلا: إن قطاع النقل أحد القطاعات الحيوية في مشاريع التطور والتحول الرقمي المتسارع الذي تم تحقيقه في المدن الذكية التي ستصبح قريبا جدا حقيقة ماثلة أمامنا.

وفيما يتعلق بشركة "سابك"، فقد أوضح يوسف البنيان نائب رئيس مجلس الإدارة قائلا: إن التقنية تسهم في تغيير واقع الاستثمار بشكل كبير، لافتا إلى أن "سابك" تضطلع بدور رئيس في توجيه الاستثمارات لتقليل المخاطر وتحسين فرص النمو للمستثمرين عامة. وأشار إلى أن "سابك" قادرة على أداء دور رئيس في تعزيز صناعة السيارات التي تعمل بالطاقة الكهربائية، وقادرة على تطوير مواد أخف وأقوى للطائرات والقطارات والسيارات، وإنتاج الأسمدة المتقدمة التي تزيد كميات المحاصيل من المساحة نفسها دون الحاجة إلى التوسع في الرقعة الزراعية. ثم قال البنيان أثناء مشاركته في فعاليات "مستقبل الاستثمار 2018": نعتزم إظهار "سابك" كشركة عملاقة من خلال إنجازاتها القوية للوصول إلى مزيد من الشراكات الاستراتيجية مع أطراف عالمية لتوفير الفرص اللازمة لقيادة الثورة الصناعية الرابعة. لقد أثبتت المملكة من خلال مؤتمر "مبادرة مستقبل الاستثمار 2018" الذي عقد في العاصمة الرياض أخيرا أنها عملاق اقتصادي مقبل، كذلك أثبت المؤتمر أنه واحد من أهم المؤتمرات الاستثمارية في العالم، وإذا كان العالم يتحدث عن مؤتمر دافوس، فإن مؤتمر "مبادرة مستقبل الاستثمار 2018" سيكون المنافس الأول لمؤتمر دافوس العالمي وغيره من المؤتمرات الاقتصادية العالمية.