حمود أبو طالب
أحيانا لا يتبين لي ما هي الجهة التي تمثلنا في المناسبات الخارجية أو تتحمل مسؤولية هذا التمثيل حسب نوع المناسبة وطبيعتها وأهمية الدولة المقامة فيها هذه المناسبة. هناك خلط كبير بين الماضي والحاضر من حيث التفكير والطرح وتقديم المملكة، فما زال بعض المسؤولين يتعاطون مع واقع المملكة بعقلية مغرقة في الماضي لأنهم لم يفهموا الحاضر واشتراطاته، ولذلك فهم في المناسبات الخارجية يقدمون مملكة ما قبل سنوات كثيرة بنفس شخوصها ومنتجها الفكري والثقافي وخطابها الذي تجاوزه الوقت الآن.
خذوا عندكم مثالا بسيطا ربما تتضح فيه كثير من تجليات ما سبق ذكره، وهو تمثيل المملكة في معارض الكتب الخارجية. هنا أصدقكم القول بأننا أحيانا لا نكاد نعرف الجهة الرئيسية المسؤولة عن هذا التمثيل، التي تضع رؤيته وإستراتيجيته والأهداف المتوخاة من التمثيل والجهات المناسبة للمشاركة والأشخاص الذين يمثلون الفكر الراهن لمجتمع المملكة. يصعب أحيانا معرفة هل هذه الجهة المسؤولة ثقافية أو إعلامية أو وزارة مشاريع خدمية أو جهة دينية أو ممثلية دبلوماسية أو أي جهة أخرى لا علاقة لها بطبيعة هذا التمثيل.
معارض الكتب هي تمثيل فكر المملكة بكل أشكاله وتقديم قواها الناعمة أدبيا وثقافيا وطرح رؤاها حيال ما يحدث في العالم عبر منتجها الفكري ورموزها الفكرية والثقافية والإعلامية التي تمثل الحاضر والمستقبل وليس الماضي بشوائبه وملابساته. معرض الكتاب لا يجب أن يكون الكتاب السعودي آخر الحاضرين فيه أو الغائب الحقيقي عنه، وهذه الجملة ليست لي وإنما لواحد من كبار المثقفين المصريين في معرض كتاب القاهرة.
التعليقات