فاتح عبدالسلام
انتهت رسمياً معركة تحرير العراق من براثن تنظيم داعش، وتتجه العمليات لتمشيط الزوايا والوديان والصحاري والحدود، حيث يتم القاء القبض عن عناصر من التنظيم هنا وهناك ،وسجون بغداد وأربيل تضم آلافاً من تنظيم داعش.
تكاد تطوى صفحة هذا التنظيم المتطرف في العراق، من دون أن يسمع العراقيون شهادةً واحدةً من قيادات التنظيم في المعتقل عن التعليمات التي تلقوها في تصفية شخصيات عراقية أو نسف مساجد ومتاحف ودور علم، وكيف كانت النقاشات الداخلية تتم بين اعضاء قيادة التنظيم في التعامل مع العراقيين وبلدهم المحتل من ذلك التنظيم الدموي، ولماذا صدرت قرارات فجأة لمهاجمة اقليم كردستان والتوقف عن التمدد جنوب تكريت وعدم مهاجمة سامراء التي سلمها الله من بطشهم وأسئلة أخرى كثيرة، لابد أن يكون هناك متسع ليطلع على اجاباتها العراقيون، ضحايا الارهاب.
الدواعي الأمنية لعدم بث الاعترافات أو جزء منها ليس لها مسوّغ بعد مضي وقت طويل على تحرير المدن . كما إنّ الناس بهم حاجة لفك كثير من الألغاز أو بقاياها لفهم كيف أستبيحت مدنهم وأموالهم وأعراضهم . هناك مصائر عراقيين مجهولة بعد أربع سنوات من خطفهم من التنظيم ، لابد أن يتم نشر اعترافات، ولو منتخبة، لكن لقيادات التنظيم بحيث تكون مجدية في اضاءة الطريق أمام الناس ليعلموا شيئاً عن مصائر أبنائهم.
سبق أن جرى في السنوات الماضية بث اعترافات مشكوك بها وكانت للتسقيط السياسي والاستهداف الطائفي وليس لها علاقة بجرائم تنظيم داعش الارهابي، ماجعل التنظيم نفسه يستغل تلك الأخطاء ويوظفها لصالحه ويجند البسطاء والمغفلين من خلالها.
ثمّة تاريخ حزين لابد أن يكتب ، وبطريقة صحيحة ، حتى لو كان المتنفذون غير راضين عنه.
التعليقات