أريج الجهني

المتابع لميكانيزم بعض الصحف الغربية في الخمس السنوات الأخيرة يشاهد كيف جعلت السعودية عنواناً مغرياً لربطها بالحرب والإرهاب ضاربة بالمهنية عرض الحائط، بل تجد جيوشاً إلكترونية مجندة للتهجم على المملكة، في الحقيقة لن تشعر بمعنى أن تكون هذه الترسانة الإعلامية ضد دولتك حتى تمارس حياتك اليومية في الخارج بقلق، فينظر لك بصورة نمطية ممجوجة لا تريد أن تراك سوى تارة بمظهر المجرم وتارة بمظهر الضحية والمغلوب على أمره.

في مقالي (عولمة الوطن العربي من خلال النموذج السعودي)، طرحت أبرز ركيزتين اعتمدتها الرؤية السعودية في خطتها وهي العمل على دعم الجيل الشاب والمرأة، إن الخطة الوطنية الطموحة التي أطلقتها القيادة السعودية جديرة بالاحتفاء المحلي والعالمي، خاصة بالتزامن مع جولة ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان أيده الله والتي تأتي في مرحلة لن أصفها بالحرجة بقدر ما هي تربصية من العالم المحيط، فالبعض يعانون من داء (السعودي فوبيا) ويقلقهم أي نجاح عالمي تحققه، على ذات القدر هناك من ينظرون للمملكة كنموذج ريادي للدولة التي قفزت من سلم الدول النامية إلى مصاف الدول العشرين في زمن قياسي.

نعم (السعودة) كنموذج وفلسفة ليست فقط حول تفرد الهوية السعودية أو نموذج التوطين، بل هي أعمق من ذلك، السعودة كنموذج دولي تقتضي أن تنتهج الدول العربية لنهضتها منهج السعودية في التطور المتسارع دون أن تخسر هويتها وثقلها الدولي، المملكة العربية السعودية هي النموذج في هذا القرن، بل إن كافة المشاكل والتهم التي يسقطها علينا أعداؤنا من خلال الخطاب الإعلامي الدولي المشبوه أصبحت واضحة ومكشوفة، بل البعض منها مضحك.

فالدولة حسمت ملف المرأة بقوة القانون، والذي يعتبر من أكثر الملفات حساسية في أي دولة، فجميع المجتمعات لديهم جانب مظلم تجاه المرأة حتى الكبرى منها، وكرت محاولة التشنيع على صورة المملكة الدولية احترق، وليكن جوابك لكل من يهاجمك حول هذا الشأن، بأننا لنا ثقافتنا ولكم ثقافتكم، فالإصلاحات السياسية التي نراها الآن في ملف المرأة مدهشة، وتحظى بدعم من كافة الجهات الأمنية والقضائية والتعليم، نعم ما زال هناك بعض الظلال القديمة لكن ممحاة محمد بن سلمان دائرة، وستنال المرأة المزيد من التحسينات والدعم.

أما عن الطاقات الشابة، فالبرامج الآن تخدمهم وموجهة لهم بشكل مباشر مثل برامج مؤسسة مسك الخيرية وغيرها، بجانب استمرار برامج الابتعاث، والتوسع في التعليم الجامعي، والدعم للإعلام بمختلف قنواته، الذي يبقى الآن أهمية معالجة الخطابات المجتمعية الداخلية والخارجية، نحن بحاجة لتوظيف وكالة (إعلامية - تربوية - خارجية)، مشتركة بين وزارة التعليم ووزارة الخارجية ووزارة الثقافة والإعلام لمراجعة كافة الخطابات الصادرة من وإلى وعن المملكة، وتكون تحت إشراف فريق متخصص بعيدا عن الاجتهادات والجهود المبعثرة.