عبدالسلام المنيف

منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز، معروف عن السعودية أن قادتها لا تذهب في زيارة رسمية إلى بلد ما إلا ويكون في زيارتها خير لذلك البلد، أو العودة بخبر مُفرح لرسم مُستقبل زاهر للوطن وشعبه، بعقود تطويرية وتنموية تُسهم في ذلك، وهذا بالفعل ما فعله «حفيد المؤسس» ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، بعد عودته إلى أرض الوطن من جولة شملت زيارة الولايات المتحدة وفرنسا وإسبانيا، وقّع خلالها عقودا استثمارية وتطويرية ونهضوية، ستعود بالنفع على المملكة واقتصادها، وستعزز طريق رؤية الوطن 2030.

ولأن زيارات قادة المملكة دائماً يكون لها طعم خاص، فتسليط الضوء من الإعلام الغربي، هذه المرة على المملكة، كان يختلف عن المرات السابقة، إذ لم يخفوا إعجابهم بنمط سير خُطط الحكومة السعودية، مؤمنين بأن المملكة تسير بخُطى ثابتة وواثقة، بقيادة أمير شاب يحمل في طموحاته الكثير لوطنه.

أما في الجهة المقابلة، فيَستمر الإعلام المُهتز والمفضوح في تصوير الأحداث للعالم بطريقة مُخالفة، حاملين في جُعبتهم دائماً لُغة الفشل التي لا تُفارقهم، والتي سيستمرون عليها حتى يحصدوها في «جزيرتهم» بشكل واضح، وكل المؤشرات تدل على ذلك، فلا اقتصاد يعلو، ولا تنمية تُبنى، ولا ثقة تُعزز، غير أنهم يزيفون الحقيقة لأنفسهم، تبريراً لأفعالهم الشنيعة التي يرتكبونها في حقهم، ويعتقدون أنها في غيرهم.

ها هو ولي العهد يعود وهو يحمل المستقبل الواعد لأبناء هذا الوطن، وها هُم يتخبطون حَسْرَة لفشلهم في كل يوم لِمحاولاتهم ضرر هذا الوطن، ومايزال هُناك مزيد من الفرح الذي ينتظر الوطن وسواعده، ومايزال في المقابل كثير من الندم والحسرة تنتظر من يتمنى لنا الفشل، وكلي يقين بأن من يُسخر جهوده لِمعاندة من هو أكبر منه، بالتأكيد في نهاية المطاف سيستقبله السقوط في الأحضان، لِتبقى السعودية شامخة قوية مرفوعة الرأس، لا تلين ولا تنكسر ولا تستسلم، بحفظ الله، ثم بحنكة حُكامها، لِتواصل مسيرة العطاء والنماء، وتزداد أواصر التكاتف والولاء، ويسمو ويتكامل مركب النهضة والارتقاء إلى العلياء.