عزة السبيعي

عرض الفيلم الوثائقي شعب ورئيس قبل فترة في التلفزيون المصري، وهو عمل أعدته وقدمته المخرجة ساندرا، نشأت وتنوعت مادته، ودارت كاميرته بين الشعب المصري ورئيسه السيد عبدالفتاح السيسي. 


ابتدأ الفيلم بظهور الرئيس المصري بملابس كاجوال عادية، وهو يتجول في حديقة القصر الرئاسي مثلما ظهر الرئيس مبارك في لقائه مع عماد الدين أديب قبل سنوات، لكن مع فارق كبير بين الاثنين، لا أعرف كيف أصفه، لكن السيسي في هذا اللقاء كان يبدو كرجل مصري متعلم يتحدث إلى أبناء «حتته» مثل ما يقول المصريون، حتى عندما كانت ساندرا تصر على كلمة شعب كان يعيدها إلى كلمة ناسي وأهلي. 
في صوت السيسي عمق حزين وموضوعية كبيرة حتى وهو يتحدث عن الرؤساء السابقين، ويشير لمرسي العياط معهم، بل إنه في لحظة عميقة جدا قال إن من يكتب التاريخ سيكتبه من وجهة نظره، ثم قال التاريخ يخبرنا بشيء حتى لو كان مزيفا، لأنه سيخبرنا عن كيف هو الزيف في تلك الفترة. 
على كل حال أبرز ما في الحوار كان ما يعتقده كل العرب وهو أن من حول القائد لا يخبرونه بالحقيقة، لأنهم لا يريدون إغضابه أو إزعاجه، وبدا أن الرئيس المصري يعتقد بوجود هذه الظاهرة، لأنه قال إن لديه من الأصدقاء والأقرباء من يتواصل معهم لإيجاد الحقيقة، لتدير ساندرا جهاز الكمبيوتر فيما بعد وتأخذنا وتأخذه إلى الشارع والقطار والمقهى . 
في البدء كانوا حذرين ورفضوا، والبعض انتبه لمكارثية الشرق الأوسط، فقال مواطن مصري بعد أن تحدث عن معاناته «ما حدش يقول عني إخواني، أنا أصلا ما بصليش»، والرئيس السيسي يتابع العرض ظهرت على ملامحه ابتسامة الرضا، ولحظة الحزن ومشاركة الأسى وأمنية المستقبل، وردد دون صوت آمين مع دعاء الغلابة وكبار السن .
أحد المشاركين سأل ساندرا هو الرئيس بيشوف برامج؟
وهو سؤال عميق جدا، لكن هناك ما هو أهم منه، هل تقدم البرامج أو يقدم التلفزيون الوطني معاناة الناس ويقبل كل الأصوات وكل الاتجاهات؟ وتلك قضية أخرى، حفظ الله مصر لنا جميعا.