طلال عبدالكريم العرب 

 إلا الكويت يا جمعان الحربش، فما هذا الخطاب؟! وعلى ماذا هذا التمادي؟! فهل وصل فيكم الأمر إلى أن تهددوا بسقوط الكويت ما لم يطلق سراح مجموعة من مقتحمي مجلس الأمة أخذوا كل وقتهم للدفاع عن أنفسهم، وفي النهاية حكم القضاء ضدهم، وبرأ غيرهم وخفف مع بقيتهم؟! إن التهديد – إن صح – فهو مقايضة على وجود البلد، وتهديد لم يتجرأ أن يطلقه حتى أعتى المعارضين في أي بلد في العالم.

إلا الكويت يا جمعان، فهي الباقية وكلنا نفديها، الكويت باقية يا جمعان. أما الخاسر، فهو من عاداها، فالخطاب الذي ألقيته على جماعتك لن يضر الكويت في شيء، بل أضر بمن ألقاه وبمن هلل له، فقد كشف عما يخفيه البعض، وأوحى بأن أكاديمية التغيير لا تزال تتحين الفرص عن طريق أدواتها في الكويت من أجل معاودة المحاولة لعل وعسى أن يلحقوا الضرر بالكويت.
خطابك هذا قد يذكرنا بخطاب آخر.. ولكنه أخطر في مضمونه، فهو يدعو الى ما يلحق الضرر بالكويت ما لم يطلق سراح جماعة الحربش، خطاب جمعان في أحد الدواوين كان خطيرا، فقد يفسر على انه حث للمحيطين به ضد الكويت وضد شعبها، وفيه ربط لمصير الكويت بمصير الاخوان وجماعة الاقتحام، وفيه تهديد واشتراط، فإما الحربش وجماعته واما الكويت، انه خطاب نراه قد مَس المشاعر وأثار الغضب، وذكر بالأيام التي كادت تضر بالكويت أيام اقتحام مجلس الأمة، فخطاب جمعان كان غير موفق بكل المقاييس، وهو تماد معيب، ونراه استغلالا لظرف سياسي عابر أضر باستقرار الكويت.
الحقيقة أن هناك مشكلة حقيقية يعاني منها بعض من يعتبرون أنفسهم عباقرة في السياسة، أو في من يعتقدون في سريرتهم أنهم هم فقط من يمثلون الشعب الكويتي، ويبدو أنهم لا يزالون يتحسرون على تلك الأيام التي حاولوا ان يحكموا فيها الحكومة، انها أيام صعبة في تاريخ الكويت.
نقول: ليس هناك شك بأن الفساد قد عم معظم مؤسسات البلاد، وأن هناك سوء إدارة حكومية وتخبطا، وهناك تنفيع لنواب ومسؤولين، وأن هناك تذمرا عاما بين الكثير من المواطنين بسبب التقاعس عن معاقبة المفسدين، ولكن استغلال الوضع في البلد لفرض اجندة خاصة بجماعة ما مرفوض. أما التهديد بسقوط الكويت، فخط أحمر لا يمكن السكوت عنه.
***
منظر مرفوض لوليد الطبطبائي وهو يضع على رأسه العلم التركي دلالة على الخضوع والتبجيل، فتذكرنا قولته بأن علم الكويت لا يعدو أن يكون خرقة، نراها استهانة بعلم وطنك وانت ترفع من قدر علم غيره، أهذه الثوابت العربية والدينية التي تنادون بها، فيا حسرتنا على الكويت.