&سامح عبدالله

& &&

لا أعرف ماذا كان يقصد أردوغان تحديدا حين قال منذ أيام فى اجتماع مع مرشحى حزبه للانتخابات المحلية المقبلة إنه متشبث (بميراث الأجداد فى كل مكان، بدءا من آسيا الوسطى وأعماق أوروبا، إلى جزيرة سواكن فى السودان.)

&هل يعنى أن لبلاده حقا تاريخيا ورثه عن أجداده فى مناطق كانت الدولة العثمانية تحتلها لسنوات طويلة فى البلقان والشرق الأوسط ومنها مثلا اليونان وصربيا وأرمينيا والعراق وسوريا وشمال إفريقيا؟ وإذا كان لا يقصد ذلك فأى (ميراث للأجداد) يقصده فى سواكن السوادنية مثلا، وهو يسعى حاليا لزيادة الوجود التركى هناك فى ظل اتفاقات ثنائية مع الخرطوم؟ وماذا يعنى بقوله خلال الاجتماع ذاته إن (الأتراك يهتمون كثيرا بمكة المكرّمة والمدينة المنوّرة، وبقية المدن التى هى رمز للحضارة الإسلامية؟) وما طبيعة هذا الاهتمام وهل يختلف عن اهتمام باقى المسلمين فى مشارق الأرض ومغاربها بهذه المناطق؟.

وفى مقابل ميراث أجداده.. ماذا عن ميراث الأجداد اليونانيين فى مدينة اسطنبول التركية حاليا التى كانت تسمى قبل دخول محمد الفاتح إليها مدينة القسطنطينية (قسطنطينوبوليس أو مدينة قسطنطين كما يطلق عليها اليونانيون) أليست ميراثا يجب أن يتمسك به اليونانيون كما يتمسك بميراث أجداده فى سواكن؟.

الحقوق التاريخية يا سيد أردوغان قضية فضفاضة لا يمكن اللجوء إليها لإثبات أمر ما، وهى أوهام لا يؤمن بها إلا من يصر على العيش فى الماضى ويحلم بأمجاد لم ولن تعود.

كان يا ما كان فى سالف العصر والأوان إمبراطورية عثمانية يحكمها سلطان واختفت للأبد مع نهاية الحرب العالمية الأولى.